منتديات شبكة SAWA NET
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عندما نتحدى الأيام

4 مشترك

صفحة 1 من اصل 4 1, 2, 3, 4  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear الجمعة مايو 02, 2008 8:47 pm


عندما نتحدى الأيام (( ريــجيم ))



بقلم سهر الليالي 84
**********
- 1 -
لطالما كان حلمي أن أثور على الواقع وأخرج من بؤرة الغباء التي حولي .. لكن للأسف لوقت طويل لم يتحقق حلمي بقيت سجينة لمزاجي السيء واهمالي الغير مستحب ..
العنوان لا يجب أن يكون عندما نتحدى الايام ...لا .. عندما نتحدى معدتنا أو عندما نتحدى أنفسنا .. إن أردتم السؤال عني .. سأجيب بكلمات مختصرة ..



أنا تلك التي غرقت وسط أرطال من الشحوم التي لافائدة منها سوى أن تزيد الأرض اتزانا إلى جانب جبالها الأخرى ..

أنا تلك التي تبكي كل عيد لأنها لم تجد مايناسبها ..

أنا تلك التي تلجأ كل ليلة إلى مخزن السموم والتزود منه حتى تتعب ثم تخلد للنوم دون أي حركة ..

أنا تلك المصابة بما يسمى مرض العصر ..

أنا التي .. أكلت مشاعري وكرامتي وحريتي وارادتي ..

فللأسف كنت من الجوع لألتهم كل ما حولي ...

لم أهنأ بطفولة سعيدة ..
لم أهنأ بمراهقة طبيعية ..
لم أهنأ بفستان جميل .....

أنا ...

من أصحاب الوزن الفائض أو كما يطلق علي كل يوم ..

البديـــــــــــــــــــــــــــــنة ..
*************
كانت طفولتي من البشاعة أن أكتب منها رواية .. كنت أكثر الفتيات بدانة .. تعرضت للكثير من المضايقات ولم أجد من حولي سوى طفلة واحدة شاركتني قضيتي فأصبحت أعز صديقاتي .. وكنا نجلس في ذات الكرسي في حافلة المدرسة فتسخر منا الفتيات ويقولن أشياء مهينة

" عرفت الآن لم الباص منحن من تلك الجهة "
" فتيات لاتجلسوا في تلك الجهة وإلا قلب فينا الباص "
"لايجوز أن تجلسا كلتيكما في ذات الجهة اصنعا معروفا ولتجلس كل منكما في جهة "
"أراهنكم أن عجلة الحافلة اليوم سوف تنفجر .. "
" يا إلهي لاتجلسا خلف السائق وإلا حجبتما الرؤية عنه "

هذا ما طبع في ذاكرتي من أقوال لم أستطع نسيانها .. فقد تكررت كثيرا لدرجة أنه لم يعد لها أي معنى ...
يالهن من فتيات لئيمات .. مستهترات ..

مرت السنواات الستة الأولى المدرسية كالجحيم لا أعرف كيف اجتزتها وكيف تحملتها ..
لكن لم أعش طفولتي للأسف كباقي الفتيات لم أشارك في أي مسرحية ولم أشارك في أي رقصة ..
دخلت سن المراهقة ..

وابتدأت مشاعري وكياني كفتاة بالتكون .. بدأت شخصيتي تبرز للعلن ..
استمرت صديقتي مريم معي .. وكانت نعم الصديقة .. كانت تؤازرني في كل وجبة .. أحببتها كثيرا .. وأصبحنا لانفترق ..
وكما يقال ..
سن المراهقة .. أصعب الإضطرابات النفسية التي يمر بها الإنسان .
في المنزل .. أنا الوحيدة بين أربعة أخوة .. ليست لدي أخت .. وليس والدي من محبي الفتيات .. لكن والدتي تفتخر بأبناءها كثيرا ..وتركتني مركونة بين الخادمة وبين جدتي التي اتبعت السياسة القديمة في التربية ..ممنوع التعدي على الآخرين وممنوع التمادي في اللعب ... ممنوع الخروج ..
فكان متنفسي الوحيد هو الطعام ...
كانت جدتي ترغمني على الصمت إذا قام أحد أخوتي في التعدي علي بالكلام أو بالضرب .. فلم تنشأ بيني وبين أخوتي علاقة جيده .. وكنت أكن لهم الحقد كثيرا .. وأما أمي .. ففي هذه السن الحرجة التي أمر بها لم يكن بيني وبينها سوى الشجار الدائم ..
وكنت أذهب كل صباح إلى المدرسة محملة بحقد كبير .. شعرت مريم مرة بحالي وسألتني .. شكيت لها حالي .. وطلبت منها الحل .. بكت كثيرا .. سألتها عن سبب بكائها .. فضحكت .. استغربت ضحكها أيضا ..
قاالت لي وكانت عيناها العسليتان قد احمرتا حزنا
" لا أعرف المضحك المبكي في الموضوع يا فاطمة .... أني عكس حالك تماما .. أنا بين ثلاث أخوات من أجمل فتيات العائلة .. وأنا بينهن كما يقال البطة القبيحة ... وأمي تولي كل اهتمامها للفاتنات الثلاث وتذهب بهن إلى كل مناسبة وتتركني مع شقيقي الوحيد ومع أبي الذي يحبني كثيرا ولايطيق أخواتي ...ونذهب دائما في نزهات رائعة لوحدنا ... وأمي لاتسأل عني تماما .. وتمر أيام دون أن تدخل غرفتي .. "
استمرت دموع مريم بالتساقط فمددت يدي حول كتفها وقلت لها مواسية " سيتغير كل شيء يوما ما .. سترين .. "
ازدادت علاقتي بمريم قوة بعد هذه المحادثة وأصبحنا لاننفك عن الحديث عن عائلاتنا السطحية ..
كنا في الصف الثامن معا .. وثم افترقنا في الأجازة الصيفية ..

كانت اجازة سيئة جدا .. لم أغادر المنزل كثيرا . بل لم أغادر غرفتي بالأحرى ... تسمرت أمام التلفاز كالبطريق .. وملأتي ثلاجتي بشتى أنواع الحلوى والبطاطا .. والبيبسي عشيقي السري .. وكانت وجباتي كلها شديدة الدسومة .. فلم أكن أشعر بالشبع إلا بها .. كانت الخادمة تعطف علي .. لوحدتي المريضة .. لم أرى سوى بنات عمي اللواتي لم يكلفن أنفسهن عناء التحدث معي .. سافرت أمي وأخوتي إلى أحد الدول الأروبية .. وبقيت في المنزل مع جدتي وأبي الذين لا أراهم سوى أثناء الوجبات ..
سافرت مريم برفقة والدها إلى أمريكا ..لمدة ثلاثة أشهر حيث بعث والدها في دورة تدريبة ويريد أحدا معه ولم تسغني والدتها سوى عنها ..

رحـــــــيل ...

عندما نبقى وحيدين تهاجمنا الأفكار بلا هوادة ... بقائي بين هذه الجدران وحيدة جعلني أبكي ...أجل أبكي .. عندما أتذكر وحدتي الفظيعة .. عندما يخلو المنزل ولا أسمع سوى صوت الخادمة وهي تدور في المنزل .. ليست جدتي باجتماعية .. بل هي تقليدية كثيرا ..تجلس في غرفتها معظم النهار تتابع التلفاز أو تصلي وتقرأ القرآن .. وأما عن أبي.. فحدث ولا حرج .. ليس من الرجال الذين يبقون في منازلهم .. بل ينتقلون من مجلس لآخر .. من بلد لآخر ..
كنت في وحدة شديدة لدرجة أنني رفعت سماعة الهاتف لأتصل بأي أحد أعرفه .. لكن للأسف لم أجد أحدا هناك .... بل لم أجد رقما للاتصال .. أعدت السماعة إلى مكانها ووقفت وغادرت غرفتي كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا .. كان البيت موحشا .. لدرجة الكآبة .. جلست على السلم .. لا أذكر كم بقيت .. لكني بقيت طويلا أفكر في اللا شيء .. عدت لغرفتي وكانت الشمس قد غابت .. ألهذه الدرجة ؟؟ شعرت بضيق كبير .. أدرت التلفاز وفتحت الثلاجة وأخرجت منها مايؤكل ... ولم يكن بالشيء القليل !!...

مرت أيام الإجازة بهذا البطء وهذا الملل .. جدتي لاتسمح لي بالخروج متحججة بأن لا أحد معي ..


أخيرا ... جاء شهر سبتمبر .. واستغربت عدم اتصال مريم بي .. عادت أكيد .. اتصلت بوالدتها التي صدمتني كثرا حينما قالت لي أن مريم نقلت جميع أوراقها لتكمل دراستها في الخارج حيث أن والدها في بعثة لمدة ثلاث سنوات .. وعلى مايبدو أن مريم قد نسيت أن تخبرني ...وهاهي صديقتي الوحيدة رحلت عني .. رحلت عني تركتني وسط دوامة من عدم الاهتمام والخوف ..



أفضل من لاشيء ..

مرت السنة ولم أجد فتاة في اخلاص وصدق مريم .. توجد الكثير من الفتيات .. وتحملت سخرية قاسية لأجل أن أحظى برفقة تسليني وتنسيني وحدتي .. لكنها كلفتني غاليا فقد استسلمت للدموع كل ليلة .. و شعرت بأن كرامتي تخذلني وهكذا .. بنيت صداقات مبنية على السخرية من نفسي لأجل أن أكون شبيه بأي فتاة طبيعية في عمري .
وهكذا .. دخلت الصف العاشر وقد ازداد وزني عشركيلوجرامات واصبح عدد زميلاتي ثلاث وهن .. نورة .. وبنة .. وسارة ..
نورة كانت من أكثر الفتيات شعبية .. هي من النوع الذي لاتمل جلسته .. الساخرة من الجميع ... من ضمنهم أنا .
أما بنة فهي فتاة ضئيلة .. لاصوت لها ولا شخصية فهي ظل لنورة .. وتضحك على كل حرف تنطقه الأخيرة ..
وسارة ..

سارة .. الفتاة المجنونة .. التي اتخذت اللامبالاة سياسة لها فهي لاتبالي بحصص ولا تبالي بمدرسات ولا تبالي بالمديرة نفسها ..

مرت السنة العاشرة جيدة على نحو ما ..

لكن الصف الحادي عشر .. لم يكن عاديا بالمرة ..

بطريقة ما .. نضجت الفتيات من حولي ونسين السخرية .. أصبحن يبحثن عن الحزن كوسيلة للفت الإنتباه ..

في الصف الحادي عشر تعرفت إلى عفراء ومها ...
أصبحت فجأة أحب حياة المدرسة ونسيت كل مشاكل العائلة .. نسيت اهانات أشقائي وتجاهل والدتي لي ... أصبحت لا أطيق الانتظار حتى ينتهي النهار لأعود ثانية بين الفتيات ..
وصادفت تلك السنة زواج أخي الكبير ...مبارك .
شعرت بأن أمي خذلتني بطريقة ما .. حيث لم تعدني لهذا الموضوع .. ذهبت إليها لألومها .. ذات ليلة وجدتها تقرأ في مجلة ما ...
" مساء الخير "
ردت والدتي ببرود "مساء الخير "
"لم لم تقولي لي عن زواج مبارك؟؟"
نظرت إلي نظرة باردة .. حكت أنفها ببرود ملموس .. وقالت
" لماذا ؟؟ "
لبرهة سمعتها تقول ماذا .. أردت للحظة الأخيرة أن أصدق أن أمي نسيتني .. ولم تتناساني ..

أكملت أمي في كلمات حادة اخترقت قلبي كالخناجر المسمومة ..
"لا تتوقعي أني سأرغب برؤيتك ترقصين وأنت في هذا الشكل .."
اختل توازني للحظة .. لم أصدق أذني .. بينما تابعت أمي بصرامة
" صدقيني ... بنات عمك سيقمن بالواجب لاداعي لأن تحضري "

لا أذكر ما حدث بعد تلك المحادثة .. سوى أنني لم أخرج من غرفتي إلا بعد انتهاء العرس بيومين ... فقط لأبارك لشقيقي زواجه الميمون ..وعندما رأتني عروسة استغربت وسألته مستغربة
"لم أكن أعرف أن لديك أختا "
هل بلغت درجة تجاهل الجميع لي لهذه الدرجة ؟؟ لدرجة أنهم نسيوا أن يذكروا وجودي .. عدت لغرفتي .. حبيبتي وعشيقتي . التي تتلقاني بالأحضان كلما كسر أحد ما شيئا فيني ...
free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear الجمعة مايو 02, 2008 8:49 pm



هاي أول قصة رح أنزلها وبتمنى الاقي تجاوب عشان أكملها
free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  suzan السبت مايو 03, 2008 9:45 am


بداية رائعه وكنت بتمنى لو انك كملتي باقيتها لاني متشوقه كتيييييييير اعرف نهايتها

يسلمو كتير وننتظر باقي اجزائها
suzan
suzan
نائبة المدير
نائبة المدير

عدد الرسائل : 152
تاريخ التسجيل : 04/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear السبت مايو 03, 2008 3:22 pm

[center][size=24][color=darkred][b]
أخي ....

كانت الفوضى عنوانا لحياتي الكئيبة.. لم أشعر أن هناك شيئا منظما فيها . مضت ثلاثة أشهر منذ زواج أخي الذي استقر في المنزل معنا .. واحتل قسما كاملا له ولعروسه ..
لم أحتك بأي منهما ... فهما لم يبديا أي اهتمام بي .. أخي مبارك الكبير يليه محمد ..وابراهيم .. وأصغرهم هو سالم ..الذي يكبرني بسنتين ..
لم أشعر تجاههم بحب قوي كالعائلات الطبيعية .. تذكرت مريم .. التي صرحت لي عن كره شقيقاتها لها وسخريتهن الدائمة منها .. تذكرتها مبتسمة فقد افتقدتها كثيرا .. ووللاسف لم يحدث بيننا أي اتصال منذ وقت طويل .. هل كل العائلات كعائلتنا أنا ومريم؟؟ أم نحن فقط من نعاني هذه المشاكل الغريبة .. مر ابراهيم ذات ليلة بغرفتي وطلب مني قرصا مضغوطا لفرقة أجنبية اشترتيته من فترة وأعجبه .. إلى هنا كانت علاقتي باخوتي شبة سيئة .. حتى أتى ذلك اليوم ..
ليلة امتحان مادة اللغة العربية نزلت للاسفل حيث تعبت من الدراسة وفرغت ثلاجتي مما يؤكل ..وبدأت معدتي في الصراخ ..
لا أعرف مالذي ألهمني لأقف وأسمع مايدور ..
كان صوت شقيقي وهو يضحك ..
قالت زوجته محذرة إياه
" أخفض صوتك .. وإلا سمعتك .."
فرد ضاحكا " لاتخافي .يا منال. عندما تخرج من غرفتها ستهتز جميع أركان المنزل .."
ضحكا كليهما بهستيرية ... قالت زوجته بسخرية واضحة
" أتعرف ماتقول عنها والدتك؟؟ تنعتها بالفقمة النائمة .. ليس الأميرة النائمة ..."
ضحك أخي ...وضحكت هي ... وضحك صوت ما في رأسي .. وبكى جزء ما في داخل صدري ..
وقفت كثيرا هناك أستمع إليهما وهما يحاولان اطلاق النكات عني كأن خليت الدنيا ولم يبق بها سواي يتحدثون عنه ..وقفت .... مقاومة رغبة قوية في أن أواجههما بما سمعت .. وفي ذات الوقت لم أحب أن أضع شقيقي في هذا الموقف الكريهه .. تراجعت متخاذلة وأغلقت باب غرفتي بهدوء ..واستسلمت لدموعي ..وبدأت أواسي نفسي ,,,
سيأتي يوم ما .. سيأتي يوم ما ...
وأنتقم ..


يوم ... من حياتي ..

اليوم هو اليوم الأخير من هذا الفصل الدراسي .. كنت حزينة جدا ... والسبب أني سأبتعد عن المحيط الذي أحبه وأعود لثلاثة أشهر تحت سيطرة جدتي وبين سخرية زوجة اخي و...أخي ...
بقيت جالسة على الكرسي أفكر ماذا أفعل ؟؟ ..كيف ستكون الأيام القادمة ؟؟ وأنا في كرسي رأيت مها توزع شيئا ما على مجموعتنا .. لم أتطفل .. فهذا هو الذي جعل الجميع يحترمني أني لست متطفلة .. بقيت في طرفي وبيدي أوراق الامتحان الذي تبين أني أخطأت معظم اجاباته ... اقتربت مها مني وأعطتني سوارا ..سألتها مرتبكة
" ماهذا ؟؟"
قالت مبتسمة "عربون صداقة "
كادت دمعتي أن تسقط قلت بصوت متحشرج " لي؟ أنا ؟؟ "
وكأنها لمسة صدمتي ودهشتي .. قالت بصوت حنون ورفعت يدها إلى كتفي
" أجل .. فأنت منا .. وأصبحت جزءا مهما في مجموعتنا .. وتستحقين أكثر من هذا .. لم أنسك .. وحفرت اسمك ضمن الأحرف التي حفرتها على السوار .. "
كتمت فرحتي .. بل كتمت دمعتي وشعرت أخيرا أن الأيام تبتسم لي ..ابتسمت لصديقتي في ألم .. وبادلتها العناق .. وودعنا بعضنا البعض .. على أمل اللقاء في السنة القادمة ..
عدت ذلك اليوم وقد قررت أن أقلب الأمور .. صعدت إلى غرفة زوجة أخي منال وطرقت الباب .. تفاجأت عندما رأتني .. ابتسمت لها .. أجل .. أنا من تنازلت عن كبريائي هنا .. لكن مقابل أن تمر الأيام القادمة خالية من أي آلالام ..
"تفضلي .. "
دعتني إلى الدخول إلى قسمها الفخم .. جلست على الأرض .حيث الجلسة التراثية تحتل قسما من قسمها ... (كان الكرسي الفاخر رقيق جدا فلم أجازف بفكرة أن ينكسر و وتطلق نكته أخرى عني .. ))
جلست إلى جواري بتواضع ..
هي من بادرت الحديث قائلة
"ملامحك جميلة يا فاطمة .. "
شكرتها بصوت هامس .. سألت هي بفضول
" لم تعزلين نفسك عن الجميع ؟؟ "
رددت بلباقة " لا لسبب محدد فقط .. أحب أن أقضي وقتي في غرفتي بين كتبي "
ابتسمت بدورها .. وقالت معلقة " قاومت رغبة أن آتي إليك عدة مرات .. فقد أوحت لي والدتك بأنك تحبين العزلة .. كثيرا ..وستغضبين .إن أزعجك أحد "
هززت رأسي بلا .. وقلت معلقة " لا .. "
كنت سأقول ليس صحيحا .. لكن هذه والدتي .. ناري وجنتي .. لايجوز أن أنعتها بالكاذبة أمام الغير . فقلت مترددة
"كنت في فترة امتحانات .. وكنت متوترة جدا ..
تذكرت المشاجرات التي دارت بيني وبين والدتي في الشهر الماضي وتنهدت ..
تصادف دخول شقيقي إلى غرفته في تلك اللحظة فوقفت متسمرة .. ابتسم أخي بإرتباك .. استأذنت وخرجت .. توجهت لغرفتي مباشرة توضأت وصليت .. ثم نزلت لأسلم على جدتي .. التي تفاجأت بطريقتي هذه فقالت مستغربة
" مالذي حدث لتأتي وتسلمي علي ؟؟ "
قلت بتهذيب محاولة استمالة جدتي " لاشيء .. فقط أتيت للتو من المدرسة .. "
لم أكمل حديثي ففاجأتني بقولها " هل منعتك أمك من الطعام مجددا؟"
كنت في تلك اللحظة أشعر بمعدتي تصرخ جوعا لكنها فجأة خرست. وقلت مكابرة "لا .. لا أرغب بتناول شيء .. فقط شعرت بالوحدة ورغبت في البقاء معك .."
نظرت إلي جدتي نظرة غريبة .. لم أفهمها .. هل معقول أن تكون نظرة شفقة ؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ...أكملت كلامي
"إن كنتي لاترغبين بذلك .. فلابأس ... عن إذنك "
غادرت مجلسها ولم تعلق هي ..عادت للتلفاز ... بقيت أدور في منزلنا بحثا عن شيء يؤنس وحدتي ...
وأخيرا قررت أن أقرأ مجلة ما في الحديقة .. مرت الدقائق سريعة واشتدت الحرارة .. عدت لغرفتي واستسلمت للنعاس .
طرق باب غرفتي أيقظني من نومي .. رفعت رأسي وفتحت الباب لأجد والدتي غاضبة ..
"ستبقين عديمة الإحساس لآخر عمرك ... كيف فعلت ذلك ؟؟ لم كدرت مزاج جدتك ؟؟ ..أيتها الغبية "
لم أفهم ماقالته والدتي .. "ماذا هناك ؟؟ "
قالت بغضب واضح " عدت لأجد جدتك تبكي ومزاجها متكدر جدا .. وعندما سألتها تحدثت عنك .. "
"ماذا قالت ؟؟"
"لم تقل شيئا .. لم أسمع ماقالت .. منذ سمعت اسمك صعدت إلى هنا"
قلت بنفاذ صبر " أنزلي وأسأليها مابها ثم عودي وحاسبيني "
تركت الباب مفتوحا ودخلت إلى الحمام .. ماحدث ؟؟ لم كانت تبكي جدتي ؟؟ لم أوجهه إليها أية أهانة .. غسلت وجهي بغضب ..
ولا أعرف .. شعرت بنوبة بكاء تعصف في داخلي .. فانهرت باكية في الحمام حتى أخرجت كل مابي من كدر .

الغريب في الأمر أن أمي لم تعد .. نزلت ولم تعد .. وعندما نزلت للعشاء كان الكل ينظر إلي ..استغربت .. شعرت بنظرات الكل موجهه إلي .. كانت نظرات أسف .. أجل فأنا لا أخطئها .. لأول مرة لم يوجه إلي أي من أخوتي كلمة تحقير .. لم يعجبني الوضع ..طبعا ليست فكرة أنه لم يحتقروني لا .. بل فكرة أنهم يشفقون علي .. سحبت نفسي وعدت إلى غرفتي ... ووللمرة الألف شعرت أن حياتي فارغة جدا ..

تفاجأت بعد دقائق بأمي تدخل غرفتي وتمسك يدي .. وتعتذرلا وهي تبكي .. قبلت رأسها ... وأخبرتها أنه لاداع للإعتذار فهي أمي ..ومهما قالت .. لن أغضب منها ...أبدا .. وعلمت بعدها أن جدتي بكت عندما رأتني وحيدة هكذا وأنها حزنت لأجلي كثيرا وتشاجرت مع الجميع ...وطلبت منهم إدخالي في حياتهم .. ولو اقتصر الأمر على تحية الصباح والمساء ..

ومنذ ذلك اليوم تحسنت علاقتي بأمي .. ليس كثيرا .. لكن أفضل من قبل ...

حسد .....و ..حسد .

لم أعرف .. كيف انقلبت الموازين وأصبحت فجأة مدرجة كعضوة من هذه العائلة .. أشكر جدتي التي أخييرا قررت أن ترحمني من الوحدة .. أصبحت أجلس معها كثيرا .. وأقرأ لها الأدعية والصحف والأحاديث النبوية .. قد أمدتني جلساتي معها بنوع من الراحة النفسية ، وكانت تحب صوتي في قراءة القرآن .. وتأمرني دائما بالوضوء حتى أقرأ لها آيات القراءن الكريم ..

وحدث ذات يوم أن دعاني أخي مبارك لتناول العشاء في أحد المطاعم .. كانت أول مرة .. يدعوني فيها إلى أي مكان .. لم أرفض الدعوة .. ذهبت معه إلى أحد أفخم المطاعم ورافقتنا منال التي بقيت طوال الوقت تتحدث جاعلة أخي يركز كل اهتمامه من أجلها .. ولم تكن تلتف إلي .. كأنها تقول لي أنها هي فقط ولا أحد غيره يستحق اهتمام مبارك .. كأنها في عقليتها المريضة تغار مني ومن فكرة أن مبارك يوجهه لي حديثا أو يطلب رأيا ..

صمت ولم أقل شيئا ..أعجبني نوعا ما فكرة أن أكون العضو الصامت في المجموعة .. فليست لدي أي أحاديث تستحق أن يهتم لها أحد .. أو أي مواقف يضحك لها مبارك ..

تذكرت في تلك اللحظة كلمات نورة عندما قالت لي أني أمتاز بخفة دم رائعة .. لا أعرف مالذي تقصده .. فكل مايصدر مني تعليقات ساخرة لا وزن لها .. وأحاول أن لا أؤذي مشاعر أحد .. أن أكون محايدة .. ارتسمت ابتسامة على محياي فسألني مبارك باهتمام عن ما يجعلني أبتسم ..
لم أستطع أن أجيبه .. فقط هززت كتفي وقلت له أني تذكرت شيئا ..في تلك اللحظة كأن منال شعرت بأني سرقت الأضواء منها فقالت مكدرة مزاجي
" ألم تفكري في حمية بعد ؟؟ أعني أنك وصلت لمرحلة .. "
لم تكمل جملتها .. حيث نظر إليها مبارك نظرة تأمرها بتغيير الموضوع ..
فكرت للحظة أن أثور عليها وأن أكيل لها الكلام المهين والشتائم .. لكني صمت اكراما لشقيقي .. الذي تكبد اليوم ودعاني إلى هذا المطعم الفاخر .. تأثرت شهيتي بالموضوع .. فلم آكل سوى القليل جدا .. رغم أن الأكل كان شهي جدا ...

لكن سرعان ماندمت على امتناعي عن الأكل حينما تذكرت تلك الأصناف اللذيذة ليلا وتمنيت لو أني أجهزت على طبقي كاملا وملأت معدتي ..
علاقتي بوالدتي أصبحت فاترة نوعا ما .. لا أعرف مالذي حدث .. لقد كنت منذ أيام قليلة سعيدة جدا بأنها وجهت لي دعوة للخروج معها .. لكني لم أخرج فقد اضطررت للبقاء برفقة جدتي .. فقد كانت متعبة جدا .. هل فقدت أمي الأمل فيني ؟؟ فأصبحت تكتفي بسؤالي عن حالي كل مرة تراها دون أن تتعمق في التفاصيل ؟؟
لا أعرف .. للأسف ..

انتهت من قراءة سورة البقرة لجدتي فدعت لي بالتوفيق .. جلست بجانبها ورداء الصلاة على رأسي .. قالت لي بابتسامة
"مارأيك في أن تصحبي جدتك لبيت عمتك مريم ؟؟ ؟ "
لم أمانع رغم أن علاقتي بعمتي وبنات عمتي ليست قوية ..ناهيك عن أني لم أدخل منزلهم منذ أربع سنوات .. نوعا ما كانت العلاقات بيننا فاترة جدا .. لم استغرب هذا فأبي وأمي ليسوا على علاقة جيدة بأبناءهما فكيف بأقرباءهم وعائلاتهم ؟؟
ارتديت ملابسي ولم أضع شيئا لوجهي من مساحيق الزينة فآخرمرة فعلت هذا كانت جدتي برفقتي وأفسدت علي رحلتي بعتابها ولومها ... وجعلتني أمسح كل شيء عن وجهي ..
نزلت وخرجت إلى السيارة حيث تنتظرني جدتي ..
التي بدت سعيده أني لم أملأ وجهي بمستحضرات التجميل أو كما تطلق عليها أصباغ الخنازير والسبب أنها سمعت من أحد رجال الدين أن ان الصناع يستخدمون الخنازير في صناعة مستحضرات التجميل . كل مااذكره اني ضحكت عندما قالت لي هذا لكني لم ألمها لاحقا عندما اكتشفت ان شعر الخنزير يستخدم لصناعة الفرش ..
طوال الطريق تحدثت جدتي عن قصة تراثية وألقت شعرا عن هذه القصة تظاهرت أني فهت لكن للاسف الشعر لم أفهمه كان مليئا بالكلمات القديمة الصعبة .. وصلت لمنزل عمتي الذي كان بسيطا عكس منزلنا الكبير .. عمتي ألارملة في الخامسة والأربعين توفي عنها زوجها منذ خمس عشرة سنة .. تركها تصارع الزمن بين فتاتين وثلاثة شباب .. صافية في العشرين ومنى في الثامنة عشر وزايد في الخامسة عشر وحمد في السادسة عشره وعبدالعزيز في الثانية والعشرين من عمره ..
دخلت المنزل الجميل رغم بساطته .. ورحبت بي عمتي ترحيبا حارا .. كانت سعيدة جدا لرؤيتي خصوصا أنها لم ترني منذ سنة .
ورحبت بوالدتها أجمل ترحيب فهي بارة جدا بجدتي ...وتتمنى دائما لو تذهب جدتي للعيش لديها لكن جدتي تعرف أن والدتي ليست بالإمرأة المهتمة بأبناءها ومنزلها فبقيت لتكون الرابط بيننا وبين الدين والأخلاق الجيدة لتتأكد بنفسها عدم انحراف أي منا وسلوكنا للدرب الصحيح .. لكنها وعدت عمتي أن تعيش معها عندما تستقر الامور ..
جلست لأجيب عن اسئلة عمتي الكثيرة عن حالي وحال اخوتي وحال ابي بينما اكتفت جدتي بشرب الشاي مبتسمة ..
ثم دخلت صافية وهي ابنة عمتي الكبيرة في العشرين من عمرها ورحبت بي وطلبت مني الذهاب معها لغرفتها ..
التقيت بمنى التي رحبت بي كأني صديقيها الحميمة رغم أن العكس صحيح ..
قالت بصوتها الناعم " واو فاطمة لم نرك منذ وقت طويل .. "
لم أعلق .. فقد اكتفيت بهز كتفي وكر كلمة واحدة "الدراسة "
جلست صافية قائلة " أتيت لتقولي لي مبروك ؟ "
لم أفهم ؟ نظرت إليها باستغراب رفعت يدها اليمنى وقد زينتها دبلة خطوبة ماسية رائعة .. ابتسمت " من سعيد الحظ ؟؟ "
صافية " ابن عمي حسن؟؟ ألا تعرفينه ؟؟ "
هززت رأسي بلا .. فأنا لا أعرف أبناء عمي كيف سأعرف أبناء عمها هي ؟؟
قالت صافية وهي سعيدة " الزوج المناسب في الوقت المناسب .. لقد عقدنا قراننا الاسبوع الماضي .. وسأقيم حفلة بعد اسبوع في احد القاعات الكبرى .. "
دققت النظر في صافية كانت فتاة ناعمة ملامحها عادية .. لكنها تملك شعرا جميلا .. وجسدا ممشوق .. باركت لها زواجها وتمنيت لها السعادة والتوفيق .. لكن بيني وبين نفسي .. كنت أحسدها كثيرا .. تمنيت لو كنت فتاة طبيعية هكذا وسط عائله تحبني ويكون لي ابن عم يهتم بي هكذا .رغم أني كنت راضية نوعا ما بفكرة أني أجمل منها .. لكن تبقى فكرة أنها محظوظة أكثر مني .. نظرت إلى منى نظرة حسد أيضا فقد كانت مرحة جدا ولها شخصية رائعة ورشيقة جدا ..
خرجت من منزل عمتي وأنا أحمل الحسرات في قلبي .
خرجت وأطلقت تنهيدة .. ثم استغفرت الله .. كيف أحسدهن على هذه الأشياء البسيطة و قد عانن من أسوأ الظروف بعد وفاة والدهن ؟؟
استغفرت الله مرارا وتكرارا .. تذكرت الحالة السيئة التي مررن بها منذ وقت طويل .. تذكرت كيف عمتي الجميلة أصبحت أرملة وهي في مقتبل العمر ورفضت الزواج وحافظت على تماسك عائلتها كما لو كان رب العائلة موجودا ولم يمت .


عدل سابقا من قبل free tear في السبت مايو 03, 2008 3:24 pm عدل 1 مرات
free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear السبت مايو 03, 2008 3:23 pm

دارت أحاديث كثيرة داخل عقلي .. ولم أخرج سوى بفكرة واحده ..أن هذه الزيارة يجب أن تتكرر .. وأن أصلح علاقتي بعمتي ..
عدت للمنزل حينها وبقيت لوحدي في غرفتي أفكر في شتى الأشياء .. رن هاتفي وكانت مها على الطرف الآخر .
"كيف حاللك؟؟؟ "
" بخير .. "
شعرت أن مها مترددة وتريد إخبار شيئا ما ..
"ماذا هناك مها ؟؟ "
" فاطمة .. هل أستطيع أن أزورك ؟؟ "
" أجل ، تعالي الآن لو ترغبين .. فلا يوجد أحد في المنزل سوى جدتي وسوف تحبك كثيرا "
" سآتي الآن "
أغلقت الهاتف ووحسدت مها على حريتها في الخروج والذهاب حيث أرادت .. لكني وبخت نفسي على هذه الأفكار وهذا الحسد ..لا أعرف لم أصبحت هكذا ؟؟ لست ممن يهتمون في العادة .
بقيت ببجامتي الخضراء .. فقط رتبت شعري ونزلت للأسفل ..
قلت لجدتي " جدتي هل لديك مانع في أن تزورني صديقتي؟ "
فرحت جدتي وأراهن أنها فرحت لفكرة أنه يوجد لي صديقات
" أبدا بل أتمنى أن أرى صديقاتك .."
" ستأتي مها إلى هنا خلال دقائق "
" ماذا ؟؟ وأنت ترتيدين هذه الملابس ؟؟ غيري ملابسك واستقبلي صديقتك أحسن استقبال في غرفة الجلوس"
لم تعجبني الفكره فقلت لجدتي " لا أريد لها أن تشعر بأنها ضيفة ثقيلة سأستقبلها في غرفتي .. "
لم تعجب جدتي فكرتي هذه فقالت حازمة
" غيري ملابسك واستقبليها في غرفة الجلوس فهي تأتي إلى هنا للمرة الأولى واجعلي الخادمة تجهز مانضيفها به .. فيجب أن تعرفيها بي وبوالدتك .. ومن ثم استقبليها إذا أتت مرة أخرى بغرفتك .. لكن غيري ملابسك .. فرؤيتها لك بهذا الملابس سيعطيها انطباعا انك لاترحبين بها وانها أزعجتك وأيقظتك من النوم . "
رأيت كلام جدتي منطقيا .. فركضت وأخبرت الخادمة بما طلبت جدتي ثم ركضت لغرفتي وغيرت ملابسي بسرعة وارتديت تنورة سوداء وقميصا أبيض ووضعت اكسسوارات بسطة وكحلت عيني وسرحت شعري ورششت بعضا من العطر . نزلت مسرعة إلى الأسفل . وكانت جدتي قد غيرت ملابسها بدورها وقالت لي بابتسامة رضا
" يجب احترام الضيف .. سواء كان قريبا إلى قلوبنا أو كنا لانطيقه لنوضح له دائما أنه في موضع ترحيب منا جميعا .. ذلك بترتيب المكان ولبس الملابس الملائمة وتحضير مانضيفه له .. "
شعرت أن كلمات جدتي صحيحة تماما .. جلست جدتي في انتظار صديقتي في غرفة الجلوس .. الذي عبق برائحة البخور و دهن العود .
لم أسألها عن أمي .. فأنا متأكده أنها لن ترغب في لقاء صديقتي فهي لم تبد اهتمام كثيرا بمريم في السابق .
أتت مها وكانت المفاجأة أنها لم تكن وحدها .. كانت برفقتها سارة .
رحبت بهن جدتي وتكلمت معهن قليلا عن عائلتهن ..ثم
" عن اذنكم جميعا .. سأدعكن الآن لتوالن حديثكن .. فاطمة لو أردت باستطاعتك أن تري صديقتيك غرفة نومك .. "
ابتسمت جدتي وغمزت لي وغادرت ..
فقالت مها على الفور " ليت جدتي بهذه الدبلوماسية .. جدتي تقليدية جدا .."
قلت مبتسمة " وجدتي كذلك .. لكن .. لديها بعض التسامح .. لنذهب لغرفتي؟؟ "
فقالت سارة في جنون " أجل .. لا أحب طريقة غرفة الجلوس .. أريد أن أمدد ظهري " ضحكت على جنون سارة ثم صعدنا لغرفتي
فقالت مها في حذر " كثيرا ما عاتبتني جدتي على طريقة استقبالي لساره حيث تقول أن مكان الضيوف هو غرفة الجلوس ليس غرفة النوم "
قلت مبتسمة" لست وحدك .. كنت سأستقبلكم في غرفتي لكن جدتي غضبت مني كثيرا .. ناهيك عن الملابس "
. قالت مها في حذر " حدث ولا حرج جدتي لاتريدني أن أستقبل أي كان بالجينز .. وتقول لي ارتديه حينما لايراك أحد "
قلت ضاحكة " مارأي والدتك في الموضوع ؟"
قالت مها بفخر " أمي تحبني كثيرا .. وتسمح لي بعمل ما أريد لكن بشرط ,, ألا أفعل شيء يجعلها تندم على الثقة بي .. وأحببت هذه الطريقة . .وكثيرا ما تدافع عني ضد جدتي وتقول أن المعايير لهذا الجيل قد تغيرت .. الزمن الماضي أصبح ماضيا .. فهي مدرسة التاريخ .. ههه .. "
رمت سارة بنفسها على السرير .. وقالت بتعب
" أفضل من والدتي.. فهي تتكلم بسرعة دائما ولايتسنى لي الوقت باعراب ماقالت .. أو حتى بعض الأحيان بترجمته ..فهي مدربة التربية البدنية وكل شيء لديها مرقم .. "
أخرجت من ثلاجتي البيبسي وأعطيت كل منهن وأخرجت الشيبس والحلوى ..
قلت لهن بحسرة " أفضل من أم لاتعرف إن كنت على قيد الحياة أو لا "
قالت مها مترردة " لكن لوالدتك مكانة اجتماعية في المجتمع .. ودائما تكون أو ل من يحضر في اجتماعات الأسرة والأبناء ..وكل شيء له علاقة بالأسرة تكون هناك .. هذا ماقالته لي خالتي .. وهي تعمل في احدى المؤسسات الخيرية .. "

" أجل هي كذلك .. باستثناء اسرتها .. "
قالت مها " هذا حال جميع سيدات المجتمع . تظهر لك أنها تهتم بكل ماهو اجتماعي .. لكن الحقيقة أنها لاتعرف من يدخل ومن يخرج من ابناءها أو ماهي مستوياتهم التعليمية "
" ربما . "
سارة " أخبريها بما أتينا لنقول "
مها أجل " نورة وبنة.. للأسف لن نكون برفقتهن بعد الآن .."
"ماذا ؟؟ لماذا؟"
"لانهما ببساطة .. انضمن إلى شلة أخرى "
" مالسبب؟؟"
قالت سارة بغضب " لانهما حقيرتان .. لم أر في حياتي مثل غباءهما .. "
قلت مستاءة" لمن انضمتا ؟؟ "
" لشله سلمى .. "
صرخت مرتاعه " من ؟؟؟ تلك الـ... بذيئة؟؟ "
قالت سارة باستياء " أرادت منا أن ننضم لها . لكن الحمد الله أن لنا عقول ومبادئ لنميز الرفقة السيئة من الرفقة الجيدة "
لم أفهم لطالما كنا نحتقر سلمى وشلتها .. كانن من الفتيات اللئيمات اللواتي لايردعهن رقيب .. قلت محدثة نفسي في ذهول
" لا استغرب هذا الشيء من نورة ولكن بنه؟؟ "
" أجل .. قلت لسارة هذا الصباح ذات الكلام .. لكن لطالما كانت بنا ظلا لنورة .. "
سألتهما " هل كلمت أي منكن بنة ؟؟ "
سارة " حاولت لكنها قالت لي لو رمت نورة بنفسها في البحر لرمت بنفسها خلفها !"
" وعفراء؟؟"
" عفراء معنا .. فوالدتها هي وكيلة المدرسة ولاتجازف بفرصة أن تراها والدتها برفقة سلمى أو أي من شلتها "
قلت بعصبية " أهذا مايردعها ؟؟ .. خوفها من والدتها ؟؟ ألم تحتقر مافعلته نورة ؟؟ "
" لا.. بل تتمنى لو تعرف عن شلة سلمى شيء وأخبرتني أنها تريد أن تكلم نورة بالهاتف من حين لآخر إن لم يكن لدي مانع فأخبرتها أنه لاسلطة لي ولا لسارة في هذا الموضوع .. إن رضي ضميرها بذلك فهي حرة "
لم أستطع تخطي ذلك اليوم .. وبقي أتساءل لم فعلت نورة هذا وكيف انجذبت لسحر سلمى بعد كل ماسمعناه عنها وعن انحلالها ؟؟ ..
[/size
][/b][/center][/size][/font][/color]
free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  suzan الثلاثاء مايو 06, 2008 10:54 am

يلا يا بطه بدنا باقي القصه Sad Sad Crying or Very sad
suzan
suzan
نائبة المدير
نائبة المدير

عدد الرسائل : 152
تاريخ التسجيل : 04/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear الثلاثاء مايو 06, 2008 8:05 pm

انقلاب .....


انتهت الإجازة سريعا وكان مايسليني فعلا هو أن زيارات مها وسارة تكررت كثيرا وأصبحنا لاننفك في الحديث عن كل شيء وكان جدتي قد أعجبت بزميلاتي قائلة لي انهن من عائلات طيبة ..
عدت لهذا الصف الأخير عازمة على أن تكون هذه السنة الدراسية أفضل مايكون .. وقررت أن أتعب في مقابل أن أحصل على مجموع يؤهلني لاختيار مستقبل مناسب لي ..

كنت أسير بين أروقة المدرسة وسارة على يمني ومها على يساري .. وعفراء إلى جانب سارة .. التي صرحت
" أريد عمل شيء .. جنوني .."
قالت عفراء باستغراب " بعد كل مافعلته ؟؟ لازلت متشوقة لعمل شيء جنوني "
"لم أفعل شيء اليوم ..."
قالت مها بهمس " لا أعرف من رمت لتوها بحجر على نافذة المديرة .. ولا أعرف من التي صرخت بكلمة جبناء عند باب الصف العاشر وكان في الداخل مدرسة الرياضيات التي لاترحم ."

قالت سارة بصدق " لا أذكر من فعلت هذا ؟؟ "
قلت ساخرة " يبدو أنك مصابة بانفصام بالشخصية أو بفقدان الذاكرة "
قالت سارة بثقة " لايهم .. المهم أني أتوق لفعل شيء مجنون .."
أمضينا آخر خمس دقائق من الإستراحة في التجول .. وما إن رن جرس الحصة حتى صادفنا نورة برفقة مجموعتها الجديدة ..
قالت نورة ساخرة كعادتها " من أرى أمامي ؟؟ المجنونة برفقة البدينة والمعقدة !"
توجهت عفراء إلى الصف بسرعة معلنة رغبتها في عدم التدخل ..
قالت مها باستهزاء "انظروا من يتكلم ... الحمقاء بعينها!"
غضبت نورة " اني لا أسمع هل سمعتم طنين بعوضة ؟؟ "
ضحكت زميلاتها من حولها وشعرت أن الموقف لن يتوقف عند هذا الحد فصرخت بنورة " كفـــى ... لايعني أنك انضممت لهن أن لك الحق في القدوم والسخرية منا "
ادعت نورة الخوف وصرخت " يا إلهي .. انها من الجوع ستأكلني البدينه لا "
شمرت سارة عنى ساعديهاا وبدت نظرة سعادة على ملامحها ..سألتها قلقة " ماذا تفعلين ؟؟"
قالت بابتسامة مطمئنة " قلت لك أني أتوق لعمل شيء جنوني اليوم .. وها حان الوقت "
انطلقت سارة تجاه نورة ودفعتها بقوة وخلال ثواني استحال عراكهما إلى قتال بين الجميع و تجمهرت الفتيات وهن يشجعن سارة بقوة فقد تأذين بالفعل من نورة .. دخلت في هذه المعركة محاولة أن أفك بين الجميع .. لكن على مايبدو أني لا أنفع اطلاقا في عقد معاهدات السلام !!!


بعد نصف ساعة كنت أكتم ضحكتي وأنا أرى أشكال الفتيات ذوات الشعر المنتوف والملابس الممزقة والكدمات الخضراء والزرقاء والشفة المنزوعة .. ضحكت سارة بانتصار .. لم تستطيع كبت ضحكها مع دموع الفتيات الأخريات ..
صرخت المديرة في وجهنا بقسوة " ماهذا ؟؟ من أخبركن أننا ندير حلبة للمصارعة ؟؟ هذه مدرسة محترمة من أرقى المدارس في الدوحة .. وقد شهدت قتالكن للتو أحد الموجهات القديرات في الوزارة ... ماذا أقول ؟؟ ماذا أقول ؟؟ صبية .. لستن فتيات محترمات .. للأسف خاب ظني في الكثير منكن .. "
قالت الجملة الأخيرة وهي تنظر لي ولسارة ولمها .. التي كانت تضع ثلجا على أنفها المكسور .. كانت نورة هي التي تلقت الضرب الأكثر .. فقد كسر أنفها و استقرت كدمة زرقاء تحت عينها و وفمها مليء بالدم .. لقد أدت سارة واجبها تماما كما أرادت ولم يطلها سوى بعض الخدوش من أظافر نورة ..ومزق كم قميصها .. أما أنا فلم أتعرض سوى لكدمة سيئة على عيني من مرفق سارة عندما حاولت أن أفكها عن نورة .. نظرت إلى سلمى التي طالتها الكدمات والخدوش على وجهها .. وكانت تقف بقربها بنة التي
كانت قد امسكت بخصلات من شعرها بين يديها ...
"قرار فصل تأديبي لكل منكن .. ولا تدخلن هذه المدرسة سوى برفقة ولي أمركن ."
وقعنا جميعا على هذا القرار .. وكان عدد المفصولات هو ثمان
طالبات .. أنا ومها وسارة من طرف وسلمى ونورة وبنة وفتاتان
الطرف الآخر ..
قلت معلقة وأنا أحمل شنطتي وعباءتي
" فعلت ما أردت يا سارة .. وارتكبتي الجنون بعينه !!"
ضحكت سارة قائلة " منذ علمت أن نورة انضمنت لسلمى وأنا اتشوق لهذه اللحظة .. "
قلت وقد تذكرت للتو " ماذا أقول لوالدتي؟؟ كيف سأقول لوالدتي؟؟ "
قالت مها بروح مرحة " أمامك اسبوع .. فكري كما تريدين.. أما أنا عن نفسي سأخبر أمي منذ الآن .. فهي تسأل عني دائما لدى المديرة .. لكني أخبرتها عن تصرف نورة أتمنى أن تعذرني .. ولاتعاقبني .. "
قالت سارة بلا مبالاة " ليست المرة الاولى بالنسبة لي .. "

مواجهه ..

قضيت أول ثلاثة أيام في غرفتي لم أخبر أحدا بشيء .. كنت أقضي الصباح في النوم والليل في الدراسة .. وأما بعد الظهر كنت أتكلم في الهاتف مع سارة أو مها .. وكانت هذه الحادثة الأخيرة قد جعلتنا قريبات جدا من بعض ..
فتح الباب بقوة ودخل والدي بغضب كنت أمسك بكتابي بين يدي أحل بعض المسائل التي شرحتها لي عفراء عبر الهاتف ..
لأول مرة منذ وقت طويل يدخل والدي لغرفتي ..
" فاطمة .. "
" نعم يا أبي .. "
" قال لي السائق أنك لم تذهبي للمدرسة منذ ثلاثة أيام ؟؟ مالسبب ؟"
شعرت كأني قلبي توقف .. نظرات أبي النارية تطلب جوابا سريعا وأنا لا أعرف ماذا أقول ؟ ... عجزت التنفس عدة دقائق ..
" أنا .. آآآآآآآآ..... "
" أنت ماذا ؟؟ لن أتسامح في ترك المدرسة .. منذ الغد تعودين لمدرستك .. أسمعتي؟؟ "
" لللل...كن .."
"لكن ماذا ؟؟ "
قلت وقد شعرت أن شجاعتي قد خانتني .. "
"لااستطيع " "
" ماذا ؟؟ ارفعي صوتك ؟؟ "
" لا أستطييــ....ــع.."
" لماذا .؟؟ ""
كان والدي غاضبا جدا ... وقد شعرت للحظة أن عينيه اشتعلت نارا .. وقررت قول الحقيقة .. قلت بصوت منخفض
"تم فصلي لمدة اسبوع "

"ارفعي صوتك لماذا تهمسين ؟؟""
"تم فصلي لمدة اسبوع "
قلت جملتي الأخيرة التي صدمت والدي كثيرا .. وأمسك بأذني بقوة ..
"لمــأذا؟؟ "
قلت بسرعة وأنا أرجف ,,,
" تعاركت زميلتاي وكنت أباعد بينهما فحسبتني المديرة معهما !"
ترك والدي أذني ومسح على رأسي .. قال بنفاذ صبر
"هل تعلم والدتك بالموضوع ؟؟"
هززت رأسي بلا ..
"توقعت هذا .. "
تركني أبي وخرج .. بعد عشر دقائق سمعت صراخا في الخارج وبدأت في الإرتجاف .. ثم فتح باب غرفتي بقوة وكانت والدتي في قمة انزعاجها وغضبها
" أصحيح ماقاله والدك ؟؟ "
" أجل "
كان كل طرف فيني يرتجف بشدة .. هذه اللحظة التي كنت أنتظرها
منذ أيام .... انفجار أمي وغضبها ..
" فصلت من المدرسة فاطمة ؟؟ فصل ؟؟ والسبب عراك ؟؟ ولم تخبريني ؟؟ ألهذه الدرجة تكرهيني لتجعلي والدك يستهزأ بي وبتربيتي لك ؟"
في تلك اللحظة توقفت عن الإرتجاف .. وقد أدركت حقيقة غضب والدي .. فقلت مصرحة وقد فاض بي الكيل
" لماذا لم تخبريه أن جدتي هي من قامت بتربيتي لا أنت "
نزلت يد والدتي على وجهي وكانت للمرة الأولى في حياتي تمد يدها وتضربني ..
" أتشكيكين بتربيتي لك أيتها العاقة ؟؟ بعد كل هذ العمر ؟؟ أتجرأين ؟؟ ألا يكفي أني تحملتك وأنت بهذا الشكل ؟؟ ألا يكفي أني كنت أصرف عليك كل مالي ؟؟ "
كانت كلماتها غير منطقية بالمرة بالنسبة لعقلي وقلبي اللذان قررا مواجهتها بحقيقتها
" أنا لست بعاقة . وأنا لا أعتبرك أمي .. فلم أر فيك أي شيء من هذه الكلمة .. استمعي إلى نفسك .. لا توجد أم في هذه الدنيا تكلم أبناءها كما تفعلين إني أكرهك !"
أغلقت الباب بعد أن دفعتها إلى الخارج وأقفلت الباب وانخرطت في بكاء مرير .. طرق الباب كثيرا من عدة أشخاص لكني لم أبه لأحد .. رن هاتفي الخاص كثيرا لكني كنت في حالة نفسية سيئة جدا .. بعد عدة ساعات فتح الباب من الخارج ..
كانت جدتي التي تبدو حزينة جدا
" ارتدي ملابسك سنخرج أنا وأنتي .."
لم أمانع وهذا ماكنت أحتاجه .. أن أخرج من قوقعتي ودموعي .. أخذتني جدتي إلى البحر ولم تتكلم طوال الطريق .. لكني أخيرا ارتميت في حضنها وبكيت كثيرا .. كما لم أبك في حياتي اشتكيت لها سبب حزني .. وقلت لها كل آلالامي وأحزاني .. وكانت تطيب خاطري بكلماتها الطيبة ...
" سأذهب معك إلى المدرسة في الاسبوع القادم..وإن تكرر هذا الموقف لاتخبري احدا فقط إلجأي إلي ... أسمعتي ؟ "
" أجل "
بقينا حتى الغروب عند شاطئ البحر.. ثم أخذتني جدتي إلى منزل عمتي ...
" سنام الليلة هنا .. "
لم أمانع .. بالعكس .. وجدت بين يدي عمتي وبنات عمتي مالم أجده بين يدي والدتي .. الإهتمام ... أخبرتهن باستمتاع ماحدث بالضبط وانخرطن في ضحك شديد عندما تخيلن وجوه الفتيات كما أصفها .. وعندما ذهبت لغرفة صافية ومنى ..

منى " لنسهر الليلة .. ونتحدث .. "
قلت متسائلة " نتحدث في ماذا ؟؟ "
قالت صافية " لنخرج إلى الخارج .. فالليل في سبتمبر بارد قليلا .. لنجلس ونحمل معنا أكواب القهوة ونتبادل الحديث .. "
عدت وسئلت " الحديث عن ماذا ؟؟" "
وشعرت أني غبية إلى حد ما .. قالت منى بنفاذ صبر " عن الحياة فاطمة .. لا تقولي لي أنه ليس لديك فكرة عن ذلك ؟؟"
كدت أن أجيبها بأجل لكن ابتسمت في المقابل .. وارتديت حجابي وخرجت معهن .. كانت السماء صافية يضيئها القمر ..
قالت صافية حالمة " ماهي أحلامك فاطمة ؟؟"
قلت بعد لحظة تفكير صادقة "لا أعرف ... "
منى " لا تعرفين ؟؟ ألاتطمحين لشيء ؟؟ "
" لا .. لا أعرف مالسبب .. لكني لا أفكر في شيء محدد .."
قالت منى حالمة " أتمنى أن أتزوج .. وأن أعمل في وظيفة مستقلة ..ويكون لي من الأولاد ستة .."
قالت صافية "أما عني أتمنى أن أحج إلى بيت الله برفقة والدتي ..من حر مالي أنا .. أتمنى هذا فعلا قبل الزواج .. لاني متأكده بأنني سأنسى وتشغلني الحياة والوظيفة .. ولا أنفذ حلمي هذا .."
علقت بدوري " أتمنى ذلك أنا أيضا ..أتمنى أن أذهب للحج برفقة جدتي .. "
قالت صافية " اذا .. لنرتب لهذا الأمر هذه السنة ... "
"لكني ثانوية عامة .. لا أستطيع .."
قالت صافية " أجل ,, نسيت .. "
"ماذا نسيتي؟؟ "
التفت ورائي لتلاقي عيناي عينا شاب وسيم .. اعتدلت في جلستي ..قالت صافية " عبدالعزيز أهذا أنت ؟؟ "
" أجل ومن غيري ؟؟ ماذا تفعلن في هذه الساعة ظننت أنكم لصوص"
"نتبادل الحديث عبدالعزيز هذه فاطمة .. أخبرتك عنها .. "
قال بلهجة لطيفة " أجل كيف حالك ؟"
"بخير ..وأنت ؟"
"بخير ... عن ماذا تتحدثون ؟؟ "
بدا عبدالعزيز شابا محترما واثقا .. واجتماعيا نوعا ما .. فقد ارتحت اليه من أول كلماته ..
" كنت أقول لفاطمة أني أرغب في الذهاب للحج برفقة والدتي قبل أن أتزوج وأخبرتني أنها ترغب في مرافقة جدتي أيضا للحج .. فأخبرتها لما لا نذهب معا ؟؟ لكن تذكرت أن هذه السنة هي النهائية "
" لابأس اذهبا السنة القادمة .. فزواجك بد سنتين أليس كذلك ؟"
"بلى .. فكرة جيده ... "
التفت لي عبدالعزيز وسألني " كيف هي الدراسة؟ "
قلت بعفوية "بداية جيدة .. فصلت لأسبوع ...بسبب مشكلة .. والقادم أفضل !"
ضحك ببساطة .. وقال مستغربا " لم تبدأ الدراسة بعد . مالذي كنتي تفكرين فيه؟"
أجبت بصدق "لاشيء .. كوفي عنان ربما .. "
ضحكت صافية ومنى .وسألهما عبدالعزيز عن سبب ضحكهما فقالت صافية " فصلت لأنها أرادت أن تهدئ الأمور بين فتاتين متخاصمتين .. "
ابتسم عبدالعزيز .. "كوفي عنان يبدو أن لك مستقبلا واعدا في السياسة "
" أحب القراءة عن الشخصيات السياسية ومؤخرا أعارتني زميلة لي مذكرات للرئيس الأمريكي السابق .. بيل كلينتون ..كان الكتاب جيدا .."
ابدى عبدالعزيز اهتماما وقال " يبدو أن طموحك كبير .. "
فعلقت صافية "بالعكس .. أنها إلى الآن لم تحدد طموحاتها أو حتى أمنياتها .."
"حقا "
" أجل .. للأسف لست ممن يقررون بسهولة .. "
قال وهو يقف على قدميه " أتمنى أن أراك في المستقبل دبلوماسية معروفة .. تصبحون على خير .. "
انسحب من بيننا ونظرت منى إلى بابتسامة خبيثة
"بالنسبة لابن عمتك الذي لم تقابليه أبدا .. كانت بدايتكما جيده .."
لكن خانني لساني الذي قال " شاب مثله ينظر إلي أنا ؟؟ استيقظي يا منى من أحلامك ..."
غضبت منى وقالت "ومابك ..فتاة جميلة .. مثقفة .. ذكية .."
هززت رأسي وقلت " يبدو أن القمر مضيء كثير اليوم .."
لم تعلق أي منهما على تغييري للموضوع .. واستمرت صافية في التحدث عن مشاريعها وخططها لزواجها في المستقبل ...
free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  suzan الأحد مايو 11, 2008 10:49 am

والله بجد قصه حلوه بس يلا كمليها انا بدي اضل ازن عليكي عشان تكمل القصه؟
suzan
suzan
نائبة المدير
نائبة المدير

عدد الرسائل : 152
تاريخ التسجيل : 04/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear الإثنين مايو 12, 2008 8:27 pm


طيف قديم

انتهى الأسبوع سريعا .. وسريعا مانسيت والدتي ماحدث بيننا ..للأسف لم أنسى أنا .. للأسف .. هل ظنت والدتي أن اهاناتها لاتؤثر بي ؟؟ ربما ..لأنها تصرفت كأنما لم توجه لي كلمة .. وكأنما لم تضربني .. ذهبت جدتي معي إلى المدرسة وبطريقة ما بدأت المديرة تعتذر منها وتشيد بسلوكي وتمتدحني ...لا أعرف ماقالت جدتي لكن على مايبدو أن مفعول كلماتها قوي لدرجة أن المديرة ارتبكت لهذه الدرجة ..
عدت إلى الصف ووجدت سارة كالعادة تجلس في الآخر تخربش على ورقة ما .. جلست إلى جانبها ...
" مالأخبار؟"
"لاشيء جديد .. والدتي تعودت على قرارت الفصل فلم تتفاجأ بالموضوع فقط حرمتني من التلفاز لمدة أسبوعين .. "
"أين مها "
"لا أعرف "
دخلت مها إلى الصف ورمت بحقيبتها إلى الكرسي ودعست عباءتها في الدرج ...
"كانت اجازة رائعة "
كان تصريحها قد أغضبني " أيعني هذا أنني الوحيدة التي لم أستمتع بقرار الفصل هذا ؟؟ "
ضحكت سارة ..لكنها صمتت عندما نظرت إلينا المعلمة غاضبة وقالت بلهجة ساخرة
" الثلاثي المرح .. افترقوا."
ذهبت مها إلى كرسي قريب .. وانتقلت سارة إلى كرسي أمامي .. وبقيتا تنظران إلي بعينان ضاحكتان .. وبقيت غاضبة نوعا ما .. وعندما انتهت الحصة توجهتا إلي وقالت مها برقة
"لقد تعودنا على هذه المواقف .. لكن أنت بطريقة ما كنت مسالمة
..فقرار الفصل هذا هو الثالث لي والسابع لسارة .. والسبب الذي يجعل المدرسة تتغاضى عن سلوكنا هو درجاتنا ..وحقيقة أن والدتي ووالدة سارة تعملان في السلك الدراسي "

قلت محاولة تبرير موقفي " لقد تعرضت لتوبيخ عنيف من والدتي "
قالت سارة بايتسامة خبيثة " لكل شيء مرة أولى ستعتادين !! المرة القادمة لن تكون بهذا السوء "
قلت برعب " أتنوين اعادة هذه المعركة ؟؟"
هزت رأسها بعفوية " حسب الظروف ان أزعجتني نورة مرة أخرى لن أمرر الأمر بسلام .. "
استنكرت الأمر وقلت بسخرية
"لكنها كانت صديقتنا المقربة منذ شهر !!"
قالت سارة لمها "هل ستقولين لها أنت أم أنا ؟؟ "
قالت مها "لم تكن صديقتنا يوما ! لكن كوننا نشأنا معا اعتدنا على سخريتهاوكثيرا ماكانت سارة ونورة تتجادلان وينتهي الأمر بخصام فأصلح بينهما .. لكن نورة .. أنت تعرفينها .. دائما تتنمر على الطالبات المسكينات .. ودائما تتفوه بمالايجب أن يقال .. وكان انضمامها لسلمى القشة التي قصمت ظهر البعير .. فقد استحملناها قدر استطاعتنا .. لكن أن تنضم لسلمى , لا .. اتصلت بها أنا وسارة وأخبرناها اننا لن نستمر معها .. وهكذا .. نشأت المشاكل وطوال العطلة الصيفية كنا نتلقى منها اتصالات غاضبة .. "
لم أعلق .. واكانت هذه آخر مرة تكلمنا فيها عن مشاعرنا تجاه نورة ..
عدت للمنزل ودخلت لغرفة جدتي التي اتضح أنها لم تكن لوحدها .. وجدت عمي خالد هناك .. وكما هي الحال في عائلتنا لم أكن قد رأيته منذ سنة .. ألقيت التحية عليه وسألني عن أخباري .. ثم قال لي أنه يدعونني مع جدتي إلى قضاء نهاية الأسبوع في مزرعته .. لم أمانع .. وتشوقت لهذه الرحلة خصوصا أنني لن أصحب سوى جدتي ..
صعدت إلى غرفتي ووجدت ابراهيم في طريقي ..
"مرحبا "
قال لي بلهجة غريبة " أهلا .. فاطمة أريد منك أن تنادي لي جدتي "
قلت مستغربة "لماذا لا تنزل وتلقي التحية على عمي خالد .."
تنهد وقال "لا أريد .. سيسألني عن ابنه حسن .. ولا أريد فتح أي موضوع عن حسن الآن .. "
"وأين هو حسن ؟؟"
"لماذا هذا التطفل والفضول ؟؟ لم السؤال ؟؟ ... "
استغربت غضبه " لم انفعلت هكذا ؟؟ "
"لاشيء .. فقط نادي جدتي .. "
عدت للأسفل .. فكرت للحظة أن أرتكب نذالة في حق ابراهيم وأقول لجدتي أنه يريدها أمام عمي .. لكني تراجعت .. فازت نزاهتي على نقطة النذالة التي أملكها .. .
ناديت جدتي بحجة أن تساعدني في أمر ما ..وأوصلتها لابراهيم ثم ركبت السلم واتجهت لغرفة والدتي التي كانت نائمة .. ذهبت لغرفتي .. وبعد ان غيرت ملابسي اتجهت لألبي نداء معدتي المتضورة جوعا ..
**
رن هاتفي ليوقظني من قيلوتي فتحت عيناي بصعوبة وأنا أشتم وألعن .. كنت قد حذرت سارة ومها من الاتصال بي في وقت قيلوتي التي تمتد من الساعة الثالثة عصرا إلى الخامسة ..
رفعت الهاتف وقلت غاضبة "نعم ."
جاءني صوت غريب "فاطمة ؟؟"
"نعم !"
" أنا مريم ! .."
لدقيقة لم أستوعب .. مريم ؟؟ مريم صديقة الطفولة التي رحلت ولم تذكرني باتصال؟؟....
"مريم ؟؟"
"أجل يا فاطمة .. أنا مريم .."
"مريم ؟؟"
لا أعرف مالذي دهاني لأكرر اسمها هكذا .. لكني لم أصدق أذني ..
"مريم .. مريم التي...مريم أمريكا ؟"
سمعت ضحكتها على الطرف الآخر " أنا نفسي لا أصدق , فاطمة مضى وقت طويل .. "
قلت محاولة استجماع نفسي والنهوض من سريري
"وقت طويل بالفعل !"
"عدت منذ يومين .. وسأتي غدا للمدرسة .. كنت أريد سماع صوتك ..استغرقني طويلا البحث عن رقم هاتفك "
أكثر من سنتان مرت منذ سمعت صوت مريم للمرة الأخيرة ..
"جيد .."
"أراك غدا ؟؟ "
"هذا أفضل ..."
"إلى اللقاء .."
"إلى القاء "
free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear الإثنين مايو 12, 2008 8:28 pm


ليس سهلا أن تحاول أن تتكلم مع شخص كان قريبا جدا لقلبك وانقطع عنك لمدة طويلا .. شعرت أن هوة كبيرة بيني وبينها ..رغم أني كنت دائما أتذكرها واشتقت إليها فعلا .. بقيت في سريري محاطة بأسئلتي ياترى كيف ستكون ؟؟ هل تغيرت ؟؟ ما آخر أخبارها ؟؟ ...
مر اليوم صعبا جدا اتصلت بمها لأخبرها بماحدث ...وكانت مها فتاة رائعة في الإصغاء .. لم تعلق سوى أن الغد سنحل كل شيء ..
أمضيت الصباح مستغرقة في اعداد نفسي للحظة اللقاء .. تخيلتها مرارا وتكرارا .. كيف سألتقيها .. هل مازالت كما هي أم تغيرت ؟؟ ذهبت إلى المدرسة محملة بتساؤلاتي .. نزلت وتوجهت إلى الصف دون أن أبحث عنها فهي لن تأتي منذ الصباح الباكر في أول يوم دراسي لها .. دخلت الصف ورميت بحقيبتي على الكرسي .. وبحثت عن مها وسارة لألقي التحية عليهما ..
لم أجدهما .. استغربت أين اختفتا .. بقيت في مكاني ... وجدت أغراضهما في مكانها .. ياترى هل تسببتا بمشكلة جديدة ؟؟ ..
دخلت مها وهي تنادي باسمي "تعالي فاطمة تعالي بسرعة "
قلت وكنت متأكده أن شكوكي قد تأكدت قد تورطتا في مشكله "اوووه لا .. لاتقولي .."
خرجت أتبعها .. لكن وجدت سارة تقف وبقربها فتاة مألوفة أنيقة جدا .. ضاقت عيناي شكا..
"سارة ؟؟"
قالت سارة "فاطمة .. ألم تتعرفي على مريم ؟؟ ..."
صدمت فعلا بهذه المفاجأة ... مريم ؟؟ نظرت إليها باحثة عن الأرطال الزائدة التي تشاركناها معا ذات يوم .. عن همومنا المشتركة .. لم أجد شيئا .. نظرت إلى فتاة خارقة الجمال أنيقة بجسد رشيق و ابتسامة جميلة .. وعادت إلي بطريقة ما طريقة تكرار الاسم ..
"مريم ؟؟ "
"فاطمة "
"مريم ؟؟ مريم ؟؟؟ ...."
اتجهت نحوي وتعانقنا .. قالت بلهجة حنونة "اشتقت لك .."
نظرت إلها بذهول .. ربما تغير شكلها .. لكن .. في نقطة ما داخل عارضة الأزياء هذه تقبع مريم .. حبيبة قلبي رفيقة دربي ...

نظرت إليها غير مصدقة .. قالت سارة كاسرة حاجز الصمت بيننا "لما لانذهب إلى الحديقة ؟؟ "
هززت رأسي موافقة .. تبعت سارة ومها وجلسنا في الحديقة على الكراسي الحديدية وتجاهلنا الحصص ببساطة ..
" ما أخبارك .؟؟"
كان سؤال مريم مفاجأ لي .. قلت بتردد
" جيدة .. "
ابتسمت مريم قائلة "أتذكرين عندما كنت أسألك ما أخبارك بما كنت تجيبيني ؟؟ "
ابتسمت لها قائلة " كان عشاء الأمس رائعا .. "
ضحكت مريم .. لكنها بكت في الوقت نفسه .. انسحب مها وسارة بهدوء .. وبقيت لوحدي معها ..
"لم البكاء مريم .."
"لاتعرفين كم كنت أصبر نفسي بتذكر أحاديثنا ..لطالما أردت أن أحادثك .. لكن لم أملك الشجاعة .. "
قلت وقد بكيت بدوري " لاتعرفين كم كانت الأمور عصيبة بالنسبة لي أيضا ..:"
قاتلت مريم بكآبة .." لم أستمتع بوقتي كثيرا .. كرهت فكرة الدراسة هناك .. الفتيات لئيمات جدا ...جدا .. كانت أول سنة صعبة جدا .. كنت أنهار كل ليلة وأشتكي لأبي وكان يقول لي سأرسلك الآن إلى الوطن لكن كنت أرفض .. وكان يقول لي اطلبي ماتريدين .. لكني لم أرد شيئا سوى تحدي الوضع الذي كنت أعاني منه .. ان المدرسة التي انضممت لها من الطبقة الراقية .. لذا كان صعبا جدا الخطأ .. "
بقيت أتكلم مع مريم طوال اليوم .. قد انزاحت فجأة الهوة التي بيننا .. تكلمت عن سنواتها الماضية وكيف أنها فقدت الشهية وخسرت الكثير من الوزن وأصبحت هيكلا عظميا فأدخلت لمدة شهران مصحة غذائية .. وتحسن حالها .. وكيف عادت وتحسنت علاقتها بوالدتها وشقيقاتها الثلاث ..
free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear الإثنين مايو 12, 2008 8:30 pm


حب ...من أول نظرة ..

كان اسبوعا رائعا , عودة مريم أعادت لي شيئا من ثقتي بنفسي .. وكانت قريبة جدا مني .. جدا ..
أخيرا ركبت السيارة برفقة جدتي واتجهت إلى مزرعة عمي ..كنت مرتاحة نوعا ما .. نظرت إلي جدتي وقد استغربت ارتياحي ..قالت لي " ماسبب هذه الابتسامة على شفتيك ؟؟ "

قلت مبتسمة " أشعر بالحماس .. أتمنى أن تكون نهاية أسبوع رائعة .. "
قالت جدتي بثقة "ستكون كذلك ..بإذن الله .. لكن أخشى أن تعكر زوجة عمك الجو بالكلام عن حسن .."
هذا الاسم سمعته للمرة الثانية .. سألت جدتي بفضول
"مابه حسن ؟؟ ماقصته ؟؟ "
قالت جدتي بعد تنهيدة عميقة " غبي .. يقضي وقته في السفر والسهر .. ترك المدرسة منذ وقت طويل .. ويعيش عاطلا عن العمل .. ومؤخرا تشاجر مع والده .. وطرده والده من المنزل .. "
"ألهذه الدرجة الوضع متأزم في بيت عمي ؟"
هزت جدتي رأسها ... كانت المزرعة تقع في احدى الروضات الخضراء .. ولم تكن مزرعة بمعنى الكلمة بل استراحة كبيرة توجد بها منزل صغير واسطبل خيل وحمام وجلسات رائعة ..
كنت متحمسة فعلا .. نزلت من السيارة وهناك .. التقت عيني بمن احتل قلبي من أول نظرة .. شعرت بأن أحدا ما خطف أنفاسي مني .. لم أستطع سوى التحديق بتلك العينان .. وكان يحدق بي بالمقابل ..مستغربا من أكون ... كان واقفا هناك ليساعد جدتي على النزول من السيارة .. لا أعرف مالذي سكن أطراف جسدي فجأة .. ماهذه الأحساسيس التي ولدت في تلك اللحظة ؟؟ اسند جدتي ونزلت جدتي .. وكأنها لاحظت التغير الذي اعتلاني فجأة .. قالت لي مؤنبة "أنزلي الأغراض يافاطمة لم تقفين هنا ؟؟ "
هززت رأسي وأنا أحاول أن ألتقط أنفاسي .. أنزلت الحقيبة الصغيرة بينما تطوع هو قائلا "أنا سأنزل الأغراض .. فقط اتبعي جدتي "
تبعت جدتي وأنا أشعر أن قلبي قد انقبض .. لم أجرؤ على النظر إلى الخلف .. دخلت إلى المنزل الصغير .. وكان الجميع يجلسون مجتمعين قال عمي مرحبا " أهلا وسهلا لقد تأخرتم كثيرا "
قالت جدتي " الطريق بعيد كما أن فاطمة عادت من المدرسة متأخرة .."
نظرت عبر الباب الزجاجي إلى ذلك الشخص الذي أسر قلبي .. رأيته يأمر يمينا وشمالا على السائقين .. ومن ثم اتجهه إلى الإسطبل .. لم أسمع أي شيء من حولي .. كنت مشغولة بالجزيئات التي تدب في قلبي .. لم أكن قد رأيته من قبل .. أيكون ابن عم لي ؟؟
لا ...لكنه قال جدتي .. اذن هو ابن عم لي .. أيعقل ان يكون ابن عمي خالد ؟؟ لم لاينضم إلينا ؟؟ ..
دخلت إلى غرفة مخصصة لي ولابنة عمي خالد هيا البالغة من العمر عشر سنوات .. أذكر أن لي بنات عم كبيرات .. حمده ونوف ..وهن تقريبا يكبرنني بعام أو عامين .. لم لم يأتين .؟؟
استفردت في غرفتي .. متسائلة أن كان ماشعرت به حقيقة أو خيال ؟؟ نظرت من فتحة صغيرة من النافذة .. دققت النظر لم أجده .. كان هناك شابين فقط يتبادلان الحديث ضاحكين .. ثم استقلا سيارة وغادرا .. ارتديت تنورة سوداء وقميصا أسود .. ونظرت إلى نفسي في المرآة .. أخرجت قلم الكحل وخططت عيناي ..
لفتت شيلتي السوداء حول رأسي وخرجت ..
قالت جدتي عندما رأتني " حضري لي شايا "
نظرت اليمين واليسار لم أجد أي شاي .. فقالت جدتي "من المطبخ أنه في الخارج "
خرجت من الباب الزجااجي واتجهت إلى المطبخ ..
عدت وكان كوب الشاي في يدي ودخلت لأفاجأ أن الشاب ذاته يجلس مع جدتي .. انتفض قلبي بداخل جوفي وبدأ بالخفقان بسرعة أعطيت جدتي الكوب وارتبكت كثيرا .. قالت جدتي تعرفني على الشاب " ألم تعرفي ابن عمك ؟؟ "
استغربت وهززت رأسي بلا ..
قالت " هذا فيصل ابن عمك سالم رحمه الله .. "
قلت باقتضاب "كيف حالك " ..
" الحمدالله "
ابن عمي سالم .. الذي توفي منذ زمن بعيد .. كانت جدتي تتكلم عن وفاته قبل أن أولد .. كانت تقول دائمة أن الموت خطفه باكرا تاركا ولديه يتيمين "
لم أجرؤ على النظر إلى فيصل .. لكن مجرد فكرة أنه بجانبي شعرت أنني قد أجن .. هل وقعت في الحب ؟؟؟ ... لا أعرف . لكن أعرف أن هذا الشاب حرك داخلي شريانا ووضعه في غير محله ..

استأذنت من جدتي ودخلت للغرفة وقد رأيت وجنتاي لأول مرة تتخضب باللون الأحمر .. التقطت أنفاسي بصعوبة استلقيت على سريري ..سألتني هيا ببراءة ..
" هل كنت تجرين ؟؟ "
"لا .. لماذا "
"تتنفسين كأنك كنت تجرين .. "
ابتسمت لهذا التعبير .. قلت لنفسي أن قلبي كمن يجري خائفا من شيء .. سألتها بخبث "أتعرفين فيصل "
قالت ببراءة "أجل .. انه صديقي .."
"صديقك ؟؟ أخبريني عنه .."
قالت بشكل حالم " انه يعيش مع والدته بالقرب منا . يأتينا كل يوم ويجلس معي ويخبرني النكت والقصص المضحكة .."
سألتها وقد تركزت في بالي صورته وهو يضحك ..رغم أني لم أرى ضحكته بعد ..
"كم عمره ماذا يعمل ؟"
قالت ببراءة "لا أعرف .. لكنه يعمل في مكتب والدي بالحكومة .."
"ماعمله ؟؟"
"مدير .."
فكرت انه مدير مكتب عمي على مايبدو .. نظرت إلى الطفلة وأيقنت جهلها التام بما أفكر به .. أغمضت عيناي وهاجمني النوم سريعا .. فقد تعبت ولم أنم منذ الصباح ..

فتحت عيناي لأفاجأ أن المصباح مطفأ والغرفة مقفلة .. دخلت إلى الحمام الجانبي وفزعت من مظهري .. كان الكحل قد سال .. ووجهي قد انتفح عشرة أضعاف ..
غسلت وجهي وغيرت ملابسي وخرجت نظرت إلى حقيبتي الصغيرة لم أرى بها سوى ماسكارا وعطر وقلم كحل .. ندمت لأني لم أجلب عدتي كاملة .. ارتديت ثوبا جميلا باللون الأزرق ولفتت شال الثوب حول رأسي وخرجت .. كانت الجميع مجتمع .. ورائحة القهوة نافذه إلى أنفي .. قال عمي "هل نمت جيدا ""
أجبته "أجل .."
"تعال إلى جواري "
"حاضر "
كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساء .. كان فيصل يجلس إلى قرب جدتي ويتكلم معها بموضوع يبدو أنه مهم ..
جلست إلى جوار عمي الذي داعبني قليلا وقال " أتناولت شيئا ؟؟"
قلت وقد تذكرت أني لم أتناول شيئا منذ خرجت من المدرسة
" لا .. ليس الآن "
وطوال الجلسة العائلية حاولت أن أتحاشى النظر إلى فيصل .. لكن شيئا ما كان يجعلني أدير رأسي .. وأنظر تجاه ذلك الرجل الطويل الأسمر ذو العينين الرائعتين ...
لا أعرف كيف انتهى اليومين بهذه السرعة .. صدمت جدا .. وشعرت بظلم كبير لاني لم أره .. سوى تلك الليلة ...بقيت أنظر إلى الخلف عندما غادرنا متمنية أن ألمح له طيفا .. أو أرى عينيه للمرة الأخيرة .. لكني لم أره ..
free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  bigboss الإثنين مايو 12, 2008 8:52 pm

ثانكس والله حلوه بس اتمنى تكمليها بسرعه
bigboss
bigboss
صديق فعّال
صديق فعّال

عدد الرسائل : 61
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 10/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  suzan الثلاثاء مايو 13, 2008 9:02 am

كل مره بتشوق اكتر اعرف نهايتها ودايما ببدى اقرأ بنسجم فيها وبنصدم لما تنهي الجزء بسرعه
suzan
suzan
نائبة المدير
نائبة المدير

عدد الرسائل : 152
تاريخ التسجيل : 04/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  بسمة أمل الثلاثاء مايو 13, 2008 11:53 pm

القصه جميله جدا اختي في الله وخاصة اسم القصه روعه اتمنى منك انا تبعتي المزيد من القصص
بسمة أمل
بسمة أمل
صديق
صديق

عدد الرسائل : 14
تاريخ التسجيل : 25/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear الأربعاء مايو 14, 2008 8:00 pm


ابتعاد ..


لماذا بقيت أفكر به ليلا ونهارا ؟؟ .. هل معقول أني وقعت صريعة لحبه ؟ لا أعرف ما أعرفه .. أنني نسيت الأكل لمدة ثلاثة أيام .. وبات وجهي شاحبا .. ولاحظت صديقاتي العزيزات شحوبي وصمتي ... لكني لم أبح لأحد ماحصل معي .. فقد احتفظت لنفسي بهذه الافكار والمشاعر .. أو ربما هناك شيء داخلي أوحى لي بفكرة أنني لا أستحق أن أحب .. أو ربما لا يوجد هناك من ينظر إلي فخفت نظرة زميلاتي لي ... خفت من ضحكهم وشفقتهم علي ..
"بما تفكرين ؟"
نظرت إلى مريم ..لاتي سألتني . وتخيلت أنها هي من تستحق الزواج بفيصل .. ليس أنا .. فقد تخيلتها تقف هناك بفستان أبيض إلى قربه .. لم أستطع تخيل الصورة .. لفتت وجهي بعيدا وأجبت سؤالها "لاشيء "
ابتسمت مريم .. "كل هذا الشرود .. ولاشيء ؟؟ لم أقتنع "
وقفت وقلت لها بهدوء " سأذهب لشرب الماء "
أردت الابتعاد عنها .. لسبب ما شعرت أنها السبب في افكاري القاتمة .. والسبب في تعاستي .. السبب في كل دمعة تسقط من عيني .. لا أعرف لماذا اتخذت هذا الموقف منها .
وخلال الايام التالية كأنها شعرت بشعوري نحوها فآثرت الابتعاد .. فلم نتبادل سوى كلمة صباح الخير .. ولسبب ما استغربت عدم رغبتها في معرفة السبب .. واحترت لتناقضي الغريب ... لكني ارتحت لفكرة الابتعاد قليلا .. فقد خفت أن أوجهه لها كلمة .. فتكون في غير محلها .. أصبحت أجلس كثيرا لوحدي .. وفي يدي مسجلتي الصغيرة التي أخفيها تحت قميصي .. وأستمع إلى صوت ام كلثوم وخالد عبدالرحمن وعبدالحليم .وبطريقة ما .. غرقت في ألحانهم وكلماتهم الرائعة عن الحب ..
وأكثر النظر إلى ساعتي .. خوفا من أن أنسى نفسي وأفوت الحصة التالية .. وحدث لي ذات مرة موقف مضحك .. كانت حصة اللغة الانجليزية .. وكانت المدرسة ضعيفة الشخصية .. والفتيات يضحكن ويرمين بالاشياء والمدرسة من قلة حيلتها كانت توجه حديثها إلى فتاتين فقط يرغبن في الدراسة .. لم أشعر برغبة في الحديث .. وضعت السماعتين على أذني .. واستمعت إلى أغاني ذكرى الرائعة ... واندمجت فيها إلى حد كبير .. ثم قلت بصوت عادي والسماعات في اذني وكنت واثقة أن صوتي لايسمع وسط ازعاج الفتيات ولعبهن ..
" اخبروني ان وجهت لي المدرسة أي سؤال "
ضحكت الفتيات .. سحبت السماعات من على اذني لتقول لي الفتاة التي بقربي أنني عندما قلت جملة تلك كانت الفتيات جميعا صامتات .. نظرت إلى المدرسة التي كانت تنظر إلي باستغراب .. فقلت لها مبررة " اني اشعر بصداع .. لاأستطيع التركيز ؟؟!!"
اكتفت بنظراتها الساخطة وعادت إلى حديثها .. فهي لاحيلة لها ولاقوة .. شخصيتها ضعيفة لاترهب الفتيات .. ولاتستطيع أن تأتي بالاخصائية أو المديرة كل يوم في حصتها فتهز من صورتها وطريقة تدريسها أمامهما .. وضعت رأسي على طاولتي .. .. وفكرت بتعب .. بلاشيء........بعينا فيصل

عدت إلى المنزل فرحة بنهاية الاسبوع .. لم أتحدث كثيرا إلى أي من سارة ومها ومريـم .. وشعروا برغبتي في الوحدة هذه الفترة ..


عدت لأرى حقيبة عند الباب .. استغربت .. ناديت الخادمة ... وسألتها باستغراب " حقيبة من ؟"

ردت بعصبية " بابا حسن .."

حسن ؟؟ توجهت لغرفة جدتي .. طرقت الباب فسمحت لي جدتي بالدخول .. قبلت رأسها .. وجلست بقربها ..
"ما أخبارك يا فاطمة ؟"
"أنا بخير .. وأنتي كيف حالك ؟ "
"ارتفع ضغطي اليوم .. "
"ماذا .. سلامتك ماذا حدث ؟"
تنهدت جدتي وقالت بحسرة " كنت في منزل عمك خالد .. وأتى حسن من السفر .. وحدث مشادة بينهما فطرد عمك الصبي .. فأتيت به معي ..لم أرد أن يذهب إلى أي من أصدقاءه .. فأويته هنا وأعطيته الغرفة القديمة التي بقرب المجلس الكبير .. وأتى والدك .. ورحب به .. لكن .. "
قلت مقاطعة حديث جدتي "والدتي لم تفعل "
تأففت جدتي كثيرا .. وقالت بحزن " لايهمني رأيها .. لكني أخاف بعد أيام تؤثر في والدك وتجعله يغير رأيه ."
قلت لها مواسية "ان كان هناك شيء يحب والدي فعله . فهو معاندة والدتي .. لاتخافي يا جدتي .. فصحتك هي ما تهمني .. ولا أستطيع تخيل المنزل من دونك "
**
شعرت بأن ملابسي بدأت في الوسع .. هل فقدت شيئا من وزني ؟؟
ذهبت في نهاية اليوم إلى منزل عمتي .. رغم رفضي في البداية لكن جدتي أقنعتني .. جلست برفقة عمتي .. فلم تكن منى وصافية موجودتان .. تكلمت جدتي وعمتي عن أشياء كثيره ..لاتهمني ! ..استأذنت وقلت لهما بأني أرغب في التجول .. فحديقة منزلها كبيرة جدا.. وأحب المشي فيها .. حيث أنها مليئة بالأشجار العالية والخضراء .. وبطريقة بارعة كان هناك حوضا من الأزهار الجميلة ومن بينها زهرتي المفضلة .. زهرة الربيع ..
قطفت زهرة من الحوض وأخرجت مفكرتي الصغيرة التي تحتوي كل مواعيدي وأرقام الهواتف ووضعتها بين أوراقها .. أخرجت من حقيبتي المسجلة الصغيرة .. وبدأت بالاستماع لكن هذه المرة إلى الراديو .. أحب سماع شيء مختلف بين فترة وأخرى .. بدأت بالتجول .. مستمتعة بالجو الهاديء ونسمة الهواء التي تداعب خصلة شعري .. لقد اقترب الشتاء .. وأنا أحب الشتاء .. فشتاء دولتنا ليس بالشتاء القاسي .. بل هو أشبه بربيع بارد طوييل ...
بعد عشر دقائق رأيت ضوء سيارة اقترب .. عدلت حجابي .. ونزعت الراديو من أذني .. وأعدته لحقيبتي .. فتح الباب ودخل عبدالعزيز إلى البيت .. ابتسمت له .. وابتسم لي .. اقترب إلي وقال "أرى أنك هنا .. كيف حالك؟"
"بخير .. وأنت "
" بخير .. هل أتيت مع جدتي ؟؟ "
نظرت إلى خلفه توقعت لثانية أن أرى صافية ومنى .. لكني لم أرهما ..
" جدتي هنا .. أين ..صــ.. "
"تركتهما في منزل جدي .. لقد تمسك بهما وقال أنه يجب أن تبقيا عنده الليلة .. "
فهمت .. جده لأبوه ... نظر إلي وكأنه شعر بخيبة أملي ..
"لم اعرف .. أنـ.. .. سأدخل وأسلم على جدتي .. ألن تدخلي ؟"
هززت رأسي بلا ..
" الجو جميل سأبقى خارجا قليلا .. ثم سأدخل . "
دخل إلى الداخل .. وبقيت خارجا .. و بعد عدة دقائق شعرت بالملل فدخلت لى المنزل ..
كانت جدتي تحكي لهما ماحصل في منزل عمي صباحا ..
قالت عمتي بغضب " انه ابنه كيف يطرده هكذا ؟.. ألا يكفي أن الولد بهذا الانحراف أيريد له أن يعيش في الشارع لتصبح سمعتنا على لسان أي كان ؟"
هدأ عبدالعزيز والدته وقال له " أتوقع أن عمي خالد كان يريد حسن أن يعتبر ويحسن من سلوكه .. "
قالت جدتي بحزن " لكن حسن ليس بحساس ولا بعاقل ليؤثر به طرد والده .. بل بالعكس .. كان يريد أن يتخلص من عتب والده ولومه .. كان ينتظر هذه الفرصة .."
التزمت الصمت وانا اراهم يناقشون الموضوع بغضب ..قالت جدتي لعبدالعزيز
" خذ فاطمة واخرجا .. "
لم يفهم عبدالعزيز فعقد حاجبيه ..
قالت جدتي مبررة "أريد التحدث إلى ابنتي بموضوع خاص اخرجا للحديقة .. "
قال عبدالعزيز لوالدته " أخبريني لاحقا بما تقول "
ضحكت والدته .. بينما قلت لهم بسخرية " اذا سأخرج وحدي .."
ضحكوا .. وفتح عبدالعزيز الباب وخرج وأمسكه لي ..
كانت لفته جميلة منه لكنها أحرجتني .. جلسنا على الكراسي الخضراء في الحديقة .. لبرهة قصيرة بقينا صامتين .. نظرت إليه كان يحدق في السماء .. لم أحب أفتح مجال الحديث معه . ..لا أعرف لماذا .. شعرت بأنه غير لائق .. فجأة لاحت أمامي صورة فيصل .. كتمت تنهيدة عميقة .. نظرت إلى النجوم بدوري .. كانت السماء صافية جدا والجو شاعري .. وكان صمتا غريبا ..
ابتدأ هو الحديث " عما سيتكلمان ؟؟ ألديك فكرة ؟؟ "
هززت رأسي بلا . فتابع " أليس لديك فضول ؟؟ "
قلت بمرح "لست فضوليه .. "
"عجبا ..."
جاءت كلمته مليئة بالدهشة .. لم أستطع أن أتجاهلها ..
" ماذا ؟؟ عجبا ؟؟ ولم العجب ؟؟"
قال بثقة "أنت أول امرأة أراها خالية من الفضول .."
قلت معقبة بمرح
" للحظة بدا لي أنك تقول خالية من الكوليسترول ؟؟ "
ضحك قليلا .. ثم قال بمرح " لا . لا أعتقد انك كذلك .. "
شعرت باهانة منه .. نظرت إليه نظرة المعاتب .. أيحسبني غبية ؟؟ ..لا لست غبية ...بل أنا غبية فأنا من وضعت نفسي في هذا الموقف .. شعرت بضيق .. أدرت وجهي بعيدا وكتمت دمعتي .. تنحنح .. ثم استأذن وغادر بعدما أدرك أن مزحته كانت ثقيلة جدا ..
لكني بقيت هناك .. وبكيت .. أحسست باهانة .. بقيت هناك فترة طويلة ...حتى خرحت جدتي واعلمتني بمغادرتنا .........لم أصدق أذني .. وقفت وحملت أغراضي .. وكنت أشعر باختناق كبير .التفتت لألتقط نفسا بعيدا عن عيني جدتي ونحن في طريقنا إلى السيارة .. لأفاجأ بعينان تنظران إلي من خلف ستائر إحدى الغرف .. كانتا عينا عبدالعزيز .. أنا متأكدة من هذا .. أرأتني وأنا أبكي طوال الوقت الذي مضى ؟؟ ربما ..
عدت لغرفتي .. واستسلمت للنوم فورا ..
free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear الأربعاء مايو 14, 2008 8:02 pm


ضيف ثقيل ..


استيقظت متأخرة .. رغم نومي مبكرا .. نظرت إلى الساعة لأجدها الحادية عشرة .. ف\قمت وغيرت ملابسي وصليت ونزلت للاسفل . رأيت زوجة أخي تقف في الممر ..
"صباح الخير "
ردت التحية وبقيت تقف هناك ..
تركتها ودخلت للمطبخ لأجهز لنفسي شيئا لأتناوله .. أتت أمي وأعطتني حجابي ....
"صباح الخير فاطمة "
"صباح الخير ..ماذا هناك ؟؟"
قالت بانفعال "ابن عمك يجول في المنزل كما يحلو له .. اذا انتهيت من افطارك اعدي شايا و خذيه لجدتك . "
لفتت حجابي حول رأسي وأنهيت افطاري سريعا وأعددت الشاي وحملته لغرفة جدتي ..
"صباح الخير "
لم ترد جدتي .. عرفت أنها غير راضية على استيقاظي المتأخر ..
" أكل هذا نوم ؟؟ "
لم أجيب .. فوجهي المتورم أجاب بدلا مني ..
نمت في الساعة العاشرة مساء .. صببت لها الشاي .. وجلست بقربها .. دخل شاب إلى الغرفة استنتجت أنه حسن ..
"جدتي سأذهب مع أصدقائي إلى الشاليه "
قالت جدتي بصامة "لا .. عد إلى غرفتك أو اجلس مع ابناء عمك ."
كأنه يأس من مناقشتها فغادر مستاءا .. غادرت بدوري وكانت منال لاتزال في الممر .. كنت سأذهب لغرفتي و أحل واجباتي ..
لكنها نادتني
"فاطمة .. حبيبتي ... هل تسديني خدمة ؟؟ "
"ماذا ؟"
"ابقي هنا .. واذا أتى .ناديني .. أرجوك .. "
"من تنتظرين؟"
" فيصل .. "
"من ؟"
"فيصل .. ألا تعرفينه ؟؟ ابن عمك .. "
هززت رأسي بحاضر .. وراقبتها وهي تركض إلى الأعلى .. ماذا تريد من فيصل ؟ هل أنا غبية ؟؟ فيصل سيأتي .. وأنا أسأل نفسي هذا السؤال الغبي .. ؟
بقيت أنظر إلى الخارج ..وقد تملكني شعور رائع ...أو لهفة رائعة .. أصبحت أتخيل منظره وهو يدخل .. فارسي السري ..
لثانية رأيت طيفا .. ثم ... كأن هناك طيفان قد اشتبكا بعيدا ..
ركضت إلى الأعلى وصرخت "منال .. منااااااااال .. "
نزلت منال سريعا .. وتبعها مبارك .. كان يجري بسرعة ؟؟ تبعتهما لا أعرف لماذا ... وكان هناك فيصل وحسن اشتبكا في عراك قوي .. وضعت يدي على فمي مانعة صرخاتي من الخروج .. فما كان مني إلا الجري لغرفة جدتي وأناديها وأنا مرتعبة .. فتخرج جدتي متكأة على عصاتها إلى حيث هذا المشهد المرعب ..
كان قتالهما عنيفا .. رأيت الدم يخرج من شفة حسن وفيصل انهال ضربا عليه بلا أي رحمة .. لم أستطع الاحتمال أوقفتهما جدتي .. وصرخت بهما .. للحظة التقت عيناي بعينا فيصل . وكنت أنظر إليه برعب .. متفاجأة من تصرفه البربري .. رأيت حسن مهما فعل لايستحق أن يفعل به كل هذا ..
سحب مبارك حسن وأخذه إلى غرفته وأقفل الباب خلفهما ...
بينما اتجهت جدتي إلى المنزل وتبعها فيصل .. الذي مر بجانبي ونظر إلي نظرة غريبة .. امسكت منال بيدي واخذتني إلى المنزل .. بقيت مصعوقة .. شعرت بالغثيان فركضت إلى الحمام وأفرغت كل مابجوفي .. ثم خرجت ..
دخلت أمي إلى المطبخ حيث جلسنا .. وقالت لي
"فاطمة .. تبدين شاحبة .. "
قالت منال " لقد شهدت للتو مشاجرة بين فيصل وحسن . وليس بالامر المستحسن رؤيته .. "
"حسن وفيصل ؟؟ فاطمة هل خفت ؟ "
قالت منال " كان منظرهما مرعبا يثير الاشمئزاز ... "
احتضنتني والدتي .. شعرت بالارتياح قليلا .. ثم ذهبت لتستطلع الأمر .. انسحبت لغرفتي لكن هل اهتزت صورة فيصل في مخيلتي ؟ لا لا أعتقد . لان سرعان مابدأت افكر في نظرته تلك . ماذا كان يقصد بها ؟؟ لا اعرف ..لكنني قررت ان انزل بعد ساعة وأسأل عما حدث . يا إلهي كنت أتمنى أن أرى فيصل .. لكن هذا كان بعيدا كل البعد عما تمنيت . ..
كانت الدقائق بطيئة جدا .. وقفت ورأيت وجههي بالمرآه .. كنت شاحبة جدا .. نزلت بعد نصف ساعة بعد أن سمعت أصواتا خارجة .. كنت أعلى السلم وكان هو يقف وحده في الأسفل .. للحظة شعرت بنفسي كيت ونسليت (مع زيادة بضع أرطال ) وهو ليوناردو ديكابريو .. حيث التقت نظراته بنظراتي .. وبقي يحدق بي ,, لا أعرف لماذا لكن كلما اإلتقت عينانا أشعر أن هناك لحظة صمت .. ثم شعرت بغباء من وقوفي هناك غارقة بتخيلاتي .. فنزلت محاولة أن أرسم ابتسامة لكني فشلت تمتمت
"السلام " ..
"وعليكم"
كان سلاما مختصرا .. سألته بعد أن رأيت خدوشا على يده
" أتحتاج مطهرا ؟؟ "
"ماذا ؟؟ "
أشرت إلى يده ..
"أجل .. لابأس .. "
توجهت تجاه علبة الإسعاف التي في الحمام السفلي .. وأخرجت مطهرا وبعض الضمادات .. وأعطيتها له .. بقيت واقفة أراقب .. مسح بالمطهر الخدوش ثم ألصق لاصقا جراحيا مكانها ..
ثم توقف .. استغربت توقفه عن فعل ذلك رفعت عيناي لأفاجأ بنظرة استغراب تعلو ووجهه ..
استنتجت أني بقيت أحدق ببلاهه في جرحه فأحرج من ذلك .. استأذنت ودخلت لغرفة جدتي ومن حسن حظي أنها لم تكن هناك . بقيت أراقبه من خلف الباب .. هل يعرف أن هناك من وقع في غرامه من النظرة الأولى .. ؟؟ .. جاء مبارك وأخذه إلى الخارج وحرمني من النظر إليه .. خرجت . وأبقيت حجابي على رأسي .. دخلت المجلس لأجد جدتي وحسن يجلسان هناك غاضبين .. أردت الخروج
"تعالي .."
نظرت إلى جدتي التي قالت لي بغضب
"تعالي .. "
اقتربت منها بهدوء وأنا أنظر إلى حسن الذي كان في وضع مزر ..
" اسنديني "
لم أتوقع طلبها هذا . سندتها وعيناي تبحثان عن عصاها الخشبية .. ثم خرجنا إلى غرفتها .. تجرأت وسألت جدتي
"ماسبب الذي حدث .. "
قالت بغضب " حسن .. تجرأ وأهان فيصل .. فأتى فيصل ليرد الاهانة له .. "
ارتحت كثيرا عندما علمت أن حسن هو الذي بدأ المشكلة .. قلت بحذر "وهل يستحق الأمر أن يسحق عظامه ؟؟؟ ويضربه بهذا الشكل ؟؟ "
قالت جدتي بلوعة " لو أني مكان فيصل لقتلته على عاره .. "
ارتحت أكثر .. اذن حسن يستحق ماحدث له .. اوصلت جدتي لغرفتها .. ثم جريت إلى غرفتي وعدت لمسجلتي لأغرق بأحلام اليقظة .. ولا أفكر سوى بفيصل .

**
في ذات المساء .. نزلت لأتناول شيئا فقد استبد بي الجوع .. وصنعت لنفسي سندويشا .. دخل حسن المطبخ وقال آمرا
" ضع لي العشاء .. "
اثواني كرهت صراخه بي ..واهانته لفيصل .. فقلت بجفاء
"لست بخادمة .. اطلب مني بطريقة لائقة ..وسأرى حينها إن كنت سأفعل أو لا .."
نظر إلي بحقد .. وقف على قدميه وانحنى قائلا
" أيتها الأميرة هلا تكرمت وصنعت لي معك سندويشا ؟؟ "
لم أستطع منع نفسي من الضحك . ارتسمت ابتسامة على وجهي .. ابتسم بالمقابل .. " الآن العشاء ؟؟ "
صنعت له سندويشا وأخرجت له عصير برتقال من الثلاجة ..
"تفضل "
أمسك بيدي فانتفضت بطريقة لاارادية .. وسحبتها من يده .. نظر إلي بدهشه " لم يكن في نيتي أن آكلها ! "
ثم ابتسم .. ووقف .. وتراجعت للخلف . حتى اصطدم ظهري بالثلاجة اقترب مني كثيرا قال بخبث
" أتخافين مني ..؟؟ "
بدأ قلبي بالنبض بجنون ارتسم الخوف على ملامح وجهي حيث وجدت نفسي قد احتجزت "ابتعد عني .. "

"حاضر .."

عاد إلى الطاولة وركضت إلى غرفتي .. وحرصت على اقفالها ونسيت السندويش وكل شيء عن معدتي المتضورة جوعا ..
كانت لحظة مؤلمة شعرت برعب لامتناهي .. يا إلهي لم يخجل من نفسه أنه في بيت والدي ويحاول التحرش بي ؟؟ ربما كان يمازحني .. لكن هذا غير لائق اطلاقا .. غير لائق بل لايجوز .. كانت يداي ترجفان بقوة .. عدت إلى الباب لأحكم اغلاقه .. بعد دقائق سمعت خطوات صاعده على السلم .. نظرت إلى الساعة كانت الساعة تشير إلى العاشرة والنصف .. أين أهلي في هذا الوقت ..؟ .. ثم طرق الباب وطرق قلبي بقوة ..
"من؟؟؟من"
" أنا حسن .. "
ازداد ضربات قلبي بجنون "ماذا تريد .."
"أحضرت السندويش .. لقد نسيته .."
"لا أريده .. ارحل .. "
" لا ؟ .. كما تريدين .. "
وسمعت خطواته تغادر . إلتجأت إلى لحافي .,. وتغطيت به .. وشعرت أنه كابوس مخيف .. حسن هذا على مايبدو أنه ضيف ثقييل ..
free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear الثلاثاء مايو 20, 2008 9:20 pm

ا
لحنان المجنون ..


أصبحت أكثر حذرا وخوفا من حسن في الأيام التاليه لم أقل لأحد عما حدث .. لكنني أصبحت أتحاشى التواجد معه مهما كان .. ولم يتوقف عن تحرشه بي ونظراته .. إلى درجة أني بقيت حبيسة الغرفة ..
استغربت جدتي من انزوائي .. لكني اخبرتها ان السبب هو الامتحانات .. واقتنعت بهذا ..
أصبحت أكثر كآبة .. أكثر حزنا .. لدرجة أنني طوال أسبوع لم أفكر بشي .. حتى فيصل .. لم أفكر به ..
جلست إلى قرب سارة ومها ومريم .. التي قالت
" اقتربت الإمتحانات .. "
قالت سارة بمرح " جيد ... "
التفت مها إلى سارة وقالت باستغراب "جيد " ؟؟
هززت سارة رأسها .. وقالت "تغيير .. لقد مللت الروتين .. "
قالت مريم التي توطدت علاقتها بمها وسارة كثيرا حيث شعرت بابتعادي عنها في الفترة الماضية " فاطمة .. مابك تجلسين بعيدا .. "
هززت رأسي بألم ..
"لاشيء .. "
بقيوا يتحدثون في الامتحانات بينما شردت بخيالي بعيدا .. لا أعرف مالذي ينتظرني .. أنظر إلى الطالبات اللواتي يتجولن حولي .. وكم تمنيت لو أني كنت فتاة عادية .. عادية لدرجة أني أخطو خطواتي دون أن ينظر إلي شخص....عادية أي نكره ..
"فاطمة " ..
التفت إلى سارة .. وانتبهت إلى مغادرة مها ومريم معا ..
" أين ذهبوا ؟؟ "
" ليتناولوا شيئا .. فقد استبد بهم الجوع .. مابك ؟ "
"لا أعرف يا سارة .. أشعر بأني لا أأستطيع أن أتنفس .. "
" لماذا ؟؟ "
نظرت إليها .. هي رمز للثقة .. وربما أجد لديها حلا لإختناقي ..
" لاتخبري أحدا .. .. "
"لن أخبر .. مابك ؟؟ "
نظرت إليها وشعرت بقرب هطول الدمع من عيني ..
" م.. .. أعاني من مشكلة في المنزل تنغص علي حريتي .. "
قالت باهتمام لمسته منها
" ماذا هناك .. أخبريني .. "
لأول مرة شعرت أن سارة تهتم لشيء ما .تهتم لي ... أنا .. ترقرت دمعتي ولم أستطيع كبحها .. أدرت برأسي إلى الناحية الأخرى .. كتمت تنهيدة مؤلمة .. لم أستطع كبح دموعي .. تساقطت في حجري .. لا أعرف لما شعرت أني إذا أخبرت سارة سأجرحها أو أجعلها تقلق ..
وقفت سارة ودارت لتقابلني .. قالت باهتمام صادق
" انظري إلي .. . "
بكيت في تلك اللحظة .. وارتميت في حضنها .. وربتت على ظهري كأنني طفلتها الصغيرة .. "لابأس عليكي يا فاطمة .. أنا هنا . "

هل يجتمع الجنون والحنان معا ؟؟ أجل .. يجتمعان في سارة...
بعد دقائق بسيطة رفعت رأسي .. قلت بانكسار ..
" انتقل ابن عمي إلى السكن معنا .... وذات ليلة كنت في المطبخ .. وحاول أن .. يستفزني .. احتجزني في زاوية وسبب لي رعبا شديدا .. طلبت منه الابتعاد .. فابتعد .. ركضت إلى غرفتي .. وأغلقت الباب .. تبعني .. وطرق الباب لكني لم أفتح الباب ... فغادر .. ومنذ ذلك اليوم .. أنا أشعر بضيق واختناق .. وهو لايكف عن ملاحقتي بنظراته وابتساماته القذرة إلى درجة أنني أصبحت لا أخرج من غرفتي .. "
بكيت .. هدأتني سارة وسألتني
" هل أخبرت أحدا ؟؟ "
هززت رأسي بلا ... سرحت سارة لمدة ثواني ثم قالت
" يجب أن تخبري والدتك .. "
انهرت بالبكاء وقلت لها بتعب
" أنت لاتعرفين .. أنت لاتعرفين .. "
"مالذي لا أعرفه أخبريني .. "
" لاتعرفين كيف هو الوضع .. أود اخبار جدتي لكنها هي من أتت به إلى المنزل ولاتستطيع طرده .. لا أستطيع اخبار والدتي .. فالفجوة التي بيني وبينها .. عميقة .. "
غضبت سارة وقالت لي بغضب " ماذا ؟؟ هل ستبقين هكذا؟ هل سيستمر هذا العذاب ؟ "
هززت رأسي بأجل ..
" أخبري أحدا من أشقاءك ؟.."
قلت بألم " وتتحول إلى مجزرة ؟. .. لا .لن افعل شيء ..أستطيع أن أتحمل .. لكنه يسبب لي الاختناق .. أشعر بأنني سجينة "
عدت إلى حجرها .. وقالت لي باستياء " أين هو هذا ابن عمك .. إن رأيته سأمزقه بأظافري "
ابتسمت تذكرت القتال الذي دار بين فيصل وحسن .. وفي ذات الوقت القتال الذي دار بين نورة وسارة .. ..لا أعرف لماذا .. ومالرابط ..
***
كنت محقة في شعوري بالقلق من اخبار ساره .. فلقد أصبحت تفكر بي ليلا ونهارا وتكلمني أربع مرات في اليوم ... كأنها تتأكد من أني بخير .. لقد حملتها عبء همومي .. وأصبحت تقلق علي كثيرا ..
شعرت بالضيق من أوراقي وكتبي وخرجت من غرفتي .. وذهبت لأجلس في الحديقة ..
كنت أحمل معي كوب قهوة.. مرة كما هي حياتي ..
وأفكر بيأس ..
"كيف حالك ؟ "
نظرت إلى محدثي .. كان أخي محمد .. جلس إلى قربي .. هززت رأسي وتمتمت "بخير "
"هل أنت متعبة ؟"
هززت رأسي بلا ..
قال متفحصا ملامحي " إذا .. لم أنت شاحبة هكذا ؟؟ "
" لاشيء مهم .. "
بقينا هناك .. نتشارك الصمت .. لم يعترض أي منا على ذلك .. أحببنا صمتنا .. وجلوسنا معا .. لم يبادر هو إلى الحديث .. ولم أبادر أنا ..
وكأننا بهذا جذبنا إلينا العقارب .... ألهذه الدرجة كان صمتنا مسموعا ؟؟ اقترب حسن وقال
" كنت أعرف أن أحدا ما يجلس هنا .. "
اضطربت وأنزلت عيناي وتأكدت من أن حجابي محكم ... يبدو أن حسن لايروق لمحمد الذي لم يعره انتباها . ووقف وغادر . أدركت أن حسن بقي وحده .. وقفت لأذهب .. لكنه أمسك يدي واهتزت كل شعرة فيني قلت بغضب هامسة " ماذا تريد مني اتركني .. "
قال وهو ينظر إلي بخبث " تعجبينني .. "
"اترك يدي .. "
"وهذا هو الغريب .. "
" اترك يدي ... "
"فعلا غريب .. هل يعجبك ما أفعله ؟؟ "
"ماذا ؟؟ .. ماذا تقول .. اترك يدي .. أرجوك .. "
" لم أرك أخبرت أحدا عني .. وأراك تكلميني همسا .. لو فعلا أردت أن أترك يدك لصرخت عاليا .. "

نظرت إليه باحتقار وقلت " هذا لأني أحترم جدتي . وأحترم عمي .. ولا أريد أن أسبب مشاكل لهما لأنهما أحضراك إلى هذا المنزل .. الذي لم تحترمه ولم تحترم عمك .. ولم تحترمني .. أفلت يدي رجاء .. لقد مللت ألاعيبك القذرة .. "
سحبت يدي بقوة من بين يديه .. والتفت وغادرت ..
ولم أستطع كبح دموعي .. كيف يجرؤ على هذا القول ؟؟ يا إلهي ؟؟ .. أفعلا يظن أنني أشاركه لعبته السخيفة القذرة ؟؟ ...
بكيت بشدة وأنا ألعن اللحظة التي أتى فيها إلى هذا المنزل ..

free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear الثلاثاء مايو 20, 2008 9:22 pm


موت ..

مر شهر .. تكررت ازعاجات حسن .. لكني أصبحت لا أخرج من غرفتي فقد ابتدأت الامتحانات .. ولم أخرج من غرفتي سوى في الصباح لأذهب إلى المدرسة .. .. انكببت على كتبي ودفاتري باجتهاد ... لم أر أحدا منذ مدة طويلة ..لم أر زوجة أخي .. ولا أعرف اين هي .. وجدتي أصبحت تطيل زياراتها إلى منزل عمتي.. وأحيانا أشعر أن البيت خالي ولايوجد به سوى الذئب حسن .. استغربت كثيرا .. مالذي يجذبه إلي ؟ .. لست بخارقة الجمال كما أني بدينه .. وزني مائة كيلو جرام .. أم انه يستهزيء بي ؟؟ .. لا أعرف لكن أعرف أني كرهت حسن هذا كرها شديدا .. يماثل كرهي للرياضة ..
ما إن سمعت صوت جدتي حتى نزلت بسرعة إليها فقد اشتقت لها كثيرا .. شوقا لم أشعر به تجاه أمي .. أو أبي .
" جدتـــي .. العزيزة .. "
عانقتها فضحكت .. قالت باستغراب " لم أرك منذ زمن .. أين كنت يا فاطمة .."
رافقتها إلى غرفتها وأن أشكو لها ازدياد الواجبات والإمتحانات ..
قلت لها معاتبة " لم أعد أراك .. ماسر مكوثك الدائم في منزل عمتي ؟ "
قالت فرحة " لقد كانت غارقة في امور معقدة .. وكنت أساعدها بذلك .. "
" أمور ماذا ؟؟ "
"خطوبة منى .. زواج صافية .. مشاكل عبدالعزيز .."
"خطوبة منى ؟؟ حقا ؟؟ "
قالت جدتي بفرح " أجل لقد خطبها فيصل ابن عمك .. وحدثت بعض المشاكل خصوصا أن فيصل كان خاطبا ابنة عمك خالد حمده .لكن حدثت مشكلة بين حسن وفيصل ..فانتهت الخطوبة ...لهذا السبب كانت عمتك تحتاجني بجوارها .. لقد خافت من أن تتطور الأمو ر فيغضب منها خالد .. لكن خالد كان عاقلا .. وقال إن كل شيء قسمة ونصيب . وقد انتهت الأمور بخطوبة فيصل لمنى .. "
اسوددت الدنيا في وجههي ولم أعد أرى شيئا .. كان أحدا ما طعن قلبي بسكين ورماه على قارعة الطريق لينزف بدون أي رحمة .. كابرت على نفسي كتمت دموعي وآهاتي وقلت محاولة أن أبدو طبيعية ..
" وما هي مشاكل عبدالعزيز ؟ "
" لا أعرف .. لم تخبرني عمتك بسبب هذه الخلافات .. لكني اعرف أن عبدالعزيز قد تشاجر مع والدته وأخواته .. ولايكلمهم لم ترض أي منهم بإخباري السبب .. لكن عمتك حزينة .. "
لم تدخل أي كلمة من كلمات جدتي إلى أذني .. ما أعرفه أنه كيف لشخص ميت أن يتكلم ؟؟ كيف لزهرة قد دهست للتو أن تعود إلى نضارتها ورونقها .. كيف لقلب قد أراق دمه أن ينبض مرة أخرى ؟ كيف وكيف وكيف ؟؟ .. ترن هذه الكلمات في أذني ولا أسمع سوى صداها المتردد .. .. من دون أن أسمع أية إجابة ..
خرجت من غرفة جدتي لا أرى طريقي .. أشعر أن عيناي قد تتفجران بالدموع في أية لحظة .. لم أر شيئا .. لم أع شيئا .. شعرت بمن يجرني . نظرت إلى حسن .. وكانت نظراتي محملة بأسوأ أنواع الحزن ..
ترك يدي من هول ما رأى في عيني .. قال باهتمام
" مابك ؟ "
حدقت إليه .. أغلقت عيناي خوفا من أن يقرأ مابداخلي من أحزان وشهداء .وقصائد رثاء ..
"فاطمة مابك ؟؟ .. أخبريني .. "
أردت من صوتي أن يخرج لكن لم أسمع سوى حشرجة ضعيفة "لاشيء "
التفت لأذهب إلى غرفتي .. وبقي حسن ينظر إلي بشفقة لا أريد شيئا سوى الوصول إلى سريري.. والإرتماء ومعانقة وسادتي العزيزة .. وأن أفضي إليها بكل دموعي التي فاضت داخلي ..
صعدت بتثاقل إلى غرفتي .. دخلت إلى غرفتي وتأكدت من اغلاقها بإحكام .. وارتميت على سريري .. لم أبك كما أردت .. بل بقيت أفكر .. يا إلهي .. كنت أعرف أنه لن ينظر إلي .. لم أغرقتني نفسي بالأمل إلى درجة أنني لم أستطع التنفس .؟؟ .. بكيت .. وبقيت أبكي طوال الليل .. كاتمة صوتي خوفا من أن يسمعني أحد ويسخر مني .. كم أردت الصراخ ... كم أردت النحيب .. إن قلبي يستحق العزاء .. لقد مات اليوم .. ولم يكن هناك من يواسيه أو حتى يحمله إلى قبره ..
تجاهلت الهاتف الذي يرن مرارا .. تجاهلت الخادمة التي تطرق الباب حاملة طعامي إلي .. تجاهلت كل شيء .. بقيت في سريري .. لمدة ثلاثة أيام .. أتمنى لو أتوقف حتى عن التنفس .فلم أعد أتحمل ذرات الهواء التي تدخل إلى رئتي..
كانت قصة حب فاشلة .. لا .. لم تكن قصة حب .. بل كانت قصة قلب .. لطالما كنت أعرف أنه لاخيار لي .. قلبي لم يستأذنني في شيء .. وأقحم نفسه في هذا الوهم .. وهاهو اليوم يأبى أن يحادثني .. انزوى في زاوية مظلمة ..ولم يرغب في رؤية النور ..

يا إلهي ما أشد وحدتي .. ما أشد حزني .. ما أشد غبائي ,, هذا اليوم الخامس . ولم يطرق أحد بابي سوى الخادمة .. التي إشعر بأنها الوحيدة التي تتذكر أني مازلت على قيد الحياة .. لا أب .. ولا أم ... ولا حتى أخوتي ..

أخيرا طرقت الباب الخادمة لتخبرني أن هناك ضيوفا يرغبون في رؤيتي .. قلت لها أن ترسلهم إلى غرفتي .
طرقوا الباب .. كانت سارة ومريم ..
ارتميت في أحضانهما.. كاتمة دموعي .. أغلقت مريم الباب وقالت لي باستغراب " مابك فاطمة ؟؟ مابك ؟؟ .. لم أنت بهذا الشحوب والهالات السوداء حول عينيك ؟؟ "
" فاطمة هل أنت بخير ؟؟ "
هززت رأسي بأجل . .. نظرت إلى سارة . " أنا بخير .. "
شعرت أن هاتين الكلمتين ثقيلتين جدا ..
" أنت تكذبين .. أنت لست بخير .. فاطمة مابك ؟؟ .. خمسة أيام أتصل بك ولا تجيبين .. لم تأتي إلى المدرسة .. ماذا حدث .. هل تعرض لك ابن عمك ؟؟"
قلت بهدوء " لم يفعل .. كان بعيدا عني .. "
نظرت إلى مريم التي كانت قلقة .. وإلى سارة التي كانت تنظر إلي برعب .. لا أعرف كيف انسابت مني الكلمات فأخبرتهما ماحدث لي..
لم أستطع كبح دموعي .. .. التي تدفقت بغزارة ..
قالت مريم " لم لم تخبريني؟ .. "
قلت وكنت أشعر أني غبية جدا لتفكيري هكذا " كنت أخشى أن .. كنت أخاف من .. كنت أغار أن تسرق أحداكما حلمي .. كنت أشعر أنني لا أستحقه .. وكنت أشعر أنكما ستسخران مني .. " ..
لم أعرف لكن مريم نظرت إلي بغضب " أتسمعين نفسك فاطمة ؟؟ ..ألهذا ابتعدتي عني ؟؟ .. شعرت أن هناك شيئا يجرك بعيدا ولم أعرف أنك غبية إلى هذه الدرجة ؟؟"
"غبية ؟؟ أنا ؟؟ "
قالت مريم بحزم " أجل .. غبية . .. أنسيت من أنا يا فاطمة ؟؟ أنا مريم التي عانيت الأمرين سواء كان من السخرية أو الغيرة ...
أكنت تفكرين بي هكذا ؟؟ نسيت آلامنا التي تشاركناها .. وأفكارنا ؟؟ .. نسيت ماكان بيننا من دموع ؟؟ .. هل توقعتي أنني قد أتغير ؟ ..لا .. لم أتغير .. لم يكن هناك داع لأن تخافي مني .. أنا مريم .. مريم .. " ..
أحسست بفداحة خطئي عندما نطقت مريم بتلك الكلمات .. نسيت أن مريم هي كانت دائما ملجأي .. ارتميت في حضنها وبدأت بالبكاء بشدة .. شعرت بيدها التي كانت تربت على ظهري بحنان .. قالت سارة بهدوء " لنخرج "
هززت برأسي موافقة .. " أمهلوني حتى أغير ملابسي ..."

كنت قد استحميت في الصباح . لبست ملابسي وخرجت أستأذن جدتي التي لا أعرف لما لم تجادلني كالعادة . ووافقت فورا ..
استعدت بعضا من نفسي عندما تنشقت الهواء النقي بقرب البحر .. وضعت مريم البيتزا والكولا على السجادة .. وجلسنا ثلاثتنا هناك .. صامتات . نتأمل جمال البحر وأمواجه المتلاطمة .. وجمال الشمس المنعكسة عليه .. لم أكن قد أكلت منذ وقت طويل .. وكنت جائعة فعلا ..
" فاطمة ماذا ستفعلين ؟؟ "
نظرت إلى سارة التي سألتني وهي تنظر بعيدا .. قلت لها بيأس
" كما افعل دائما .. أتأقلم مع هذا الوضع ..."
سألتني مريم " هل أحببته حقا ؟؟ "
هززت رأسي بأجل .. لقد أحببته بشده .. كيف تمكن هذا الحب مني لا أعرف ..

وضعت قطعة البيتزا وقد شعرت بالشبع ... وقفت واقتربت من الصخور ..وقلت لهما " لقد عشقته .. " ..
مدت مريم يدها لتمسك بيدي ... كانت عيناها تفيض حنانا .. وعيناي تفيض دموعا .. أبعدت نظري بعيدا .. إلى الأفق البعيد ..
قالت سارة بحكمة " لاتدعي هذا الأمر يؤثر على حياتك.. لاتبقي حبيسة لهذا الحب .."
قالت مريم " ستتكفل الأيام بشفاء هذا الجرح .. .. "
قلت لهما بيأس " ليته كان جرحا .. لقد كان حبا من طرف واحد .. كان وهما .. سيؤثر بحياتي .. ولن تستطيع الأيام أن تعالجه لن تستطيع .. سأبقى أحبه .. أنتما لم تعرفا فيصل .. لم ترياه .. "
أحاطتني ساره بذراعيها " أنت حساسة يافاطمة .. حساسة جدا . مازالت مشاعرك وليده .. لاتجعليها تستحوذ عليك .. أرجوك . "
" سأحاول .. لنذهب .. "
قالت مريم " لنذهب .. ونكمل تناول البيتزا .. لقد استبد بي الجوع ."
free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear الثلاثاء مايو 20, 2008 9:23 pm


اختفاء ..

ما أعرفه أنني خلال الأيام التاليه ازددت شراهه .. ازددت كآبة .. أكلت مشاعري وكآبتي . اهملت دراستي ولم أعد آبه لشيء .. . .. اختفى حسن لم أعد أره .. وأكلف نفسي عناء السؤال عنه .. فقد ارتحت أخيرا .. كان وجوده الدائم يخنقني ..
رأيت منال التي اتضح انها كانت مسافرة .. لم أكترث .. لكن مبارك كان في مزاج سيء .. لا أعرف مالسبب .. ولم يعجبني وضعه .. كانت أمي تجلس في الحديقة عندما خرجت إليها ..
" كيف حالك ؟"
" بخير يا أمي .. "
"ماذا ستفعلين بعد انتهاء امتحاناتك ؟؟ "
نظرت إلى أمي وقلت بصدق

" لا أعرف .. "
" لنسافر أنا وأنت إلى السعودية ونقضي هناك الربيع .. "
فرحت كثيرا بعرض أمي ..
" فعلا ؟؟ أجل موافقة .. "
قالت أمي بهدوء " سنرافق خالتك وبناتها .. "
وكأنها قتلت فرحتي في الوقت ذاته .. حيث لم أحب بنات خالتي ولا أطيقهن .. " لن أذهب .. "
نظرت أمي إلي باهتمام " لماذا هل لازلت على خلاف معهن ؟؟ "
قلت لها بصدق " كنت سأذهب لو كنا بمفردنا ... لكن لن أرافقهن .. لن أنسى ماحدث لي جراء آخر عطلة قضيتها معهن .."
قالت أمي مستغربة " لكن كان هذا منذ عشر سنوات .."
هززت رأسي بلا ودخلت إلى المنزل .. لن أنسى ماجرى منهن .كنا قد سافرنا إلى دبي في عطلة الربيع .. .. لم يكفن عن توجيه الاهانات إلي والسخرية مني رغم أنني لم أكن قد بلغت السابعة بعد . وهن أكبر مني بخمس سنوات .. ولم أرهن منذ تلك العطلة .. وحرصت على عدم الذهاب إلى منزلهن وعدم الخروج إذا قامن بزيارتنا ..
لحقت بي أمي إلى المجلس وقالت بغضب " هل ستبقين وحدك ؟"
"جدتي ستبقى معي .. "
"لن تبقى ستسافر بمعية عمك خالد إلى السعودية .. وسيسافر أخوتك ولن يبقى أحد .. حتى الخادمات سيذهبن معنا .. "
" لن أذهب .. "
" إذن ستذهبين للبقاء في منزل عمتك .. "
وقف شعر جسدي هلعا من هذه الفكرة .. لم أذهب إلى منزلها منذ تعرض لي عبدالعزيز ذات يوم .. والآن بعد خطوبة منى .. ستكون فرصة لأرى فيصل .. لكن ... وبدون وعي قلت لأمي
" حسن .. سأبقى لديها لمدة أسبوعيين .. ""


" ماذا فعلت ؟؟ ""
كانت مريم تصرخ بغضب .. اليوم هو آخر يوم من الامتحانات .. التي لم أكن قد درست لها ولا أعرف كيف أجريت الإمتحانات .. ولم أقل لسارة ومريم شيء حتى سافرت أمي اليوم صباحا وسيأتي عبدالعزيز ليقلني من المدرسة ..
قالت مها التي عرفت بما يحدث معي من سارة " ألم تفكري ماذا سيحدث لك إن حضر فيصل لرؤية منى . "
قلت " انه خطيبها ... لن يأتي .. لم يتزوجها بعد .. "
نظرت إلي سارة بعمق " ستعذبين نفسك .. ولن تستفيدي شيئا "
لم أقل شيئا .. ولم تقل أي منهن كلمة .. لقد كان تعليق سارة كافيا لينهي الحديث ..
قالت سارة وهي تودعني " تعرفين رقم هاتفي .. لاتترددي في الاتصال بي إن احتجتني .. لن اخرج من المنزل "
" سأفعل .. "
قالت مريم " سأسافر اليوم .. ولن أعود قبل اسبوعين .. لكن سأتصل بسارة لتخبرني بالجديد .. "
قالت مها مودعة " أنا سأكون في مزرعة جدتي .. وهي خارج المدينة .. لكن سأعود الأسبوع المقبل .. اتصلي بي . "
جاء عبدالعزيز برفقة صافية ... ركبت سيارته
" السلام عليكم "
" وعليكم السلام .. كيف كان امتحانك اليوم "
" سهل وأسئلته سهله .. لكني لم أكن أعرف الإجابه .. "
ابتسم عبدالعزيز وانطلق بالسيارة وانتبهت أن صافية لم تتحدث معه على الاطلاق .. تذكرت ماحدث بالامس عندما حادثتني جدتي عن اختفاء حسن .. لايعرف أي أحد أين هو .. اختفى فجأة ولم يرغب أحد في السؤال عنه سوى جدتي .. التي حزنت كثيرا لإختفائه .. أو كما يطلق عليه أخي مبارك .. الهروب ..
سألني عبدالعزيز متجاهلا صافية " ما رأيك أن أدعوك للغداء "
اعتذرت بتهذيب أني متعبة وأريد الراحة فقط ..
وصلنا إلى المنزل .. استقبلتني منى بابتسامة عريضة أدمت جرحي العميق داخل قلبي ..
يا إلهي ماذا أفعل .. عندما يكون الانسان جاهلا بما يجول في خاطر أخيه إلى درجة أن رؤيته تسبب ألما له .. ارتميت في حضن منى وألقيت بكل آلامي على كتفها .. ربتت بحنان بريء علي .. قتلت كل مشاعر الكره تجاهها التي تولدت دون أن أشعر ... ماذنبها ؟؟ لاتعرف ماذا في قلبي .. لا أحد في عالمي يعرف مابداخل قلبي من أوهام ... لم ألوم غيري على غبائي ؟؟

استلقيت على السرير بتعب ... حاصرتني الفتاتان بالأسئلة .. لكني كنت أنظر إليهما بتعب ولم أشعر بنفسي فقد أغمضت عيناي ونسيت أن أفتحهما لأغرق في نوم عميق .. ووسط أحلامي أسمع ضحكهما وأحاديثهما دون أن أفهم شيئا ..


استيقظت بتثاقل .. كانت الساعة تشير إلى الثالثة عصرا .. غيرت ملابسي واتجهت إلى صالة منزل عمتي لأجدها تجلس بين ابنتيها وتحادثهن بمرح .. وقفت هناك لدقيقة .. حدادا على أمومة لم أذق طعمها يوما .. وتأملا لمنظر كم أحسد بنات عمتي عليه ..
"فاطمة .. تعالي حبيبتي .. تعالي .. "
اتجهت لحضن عمتي ..ووضعت رأسي بتعب .. وأغمضت عيناي بينما تتكلم مع بناتها ..كانن يتحدثن في شتى الأشياء .. المطبخ السيارة الدراسة الطقس .. تمنيت لو أجد يوما شخصا يتحدث معي في أتفه الأشياء .. شخص لايبخل علي بسخافته كما لن يضجره سخافة أفكاري .. أزاحت عمتي حجابي وبدأت في مداعبة شعري .. وهي لاتزال تتحدث في أمور صغيرة ..
free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear الثلاثاء مايو 20, 2008 9:27 pm


"ليتني سافرت مع والدتك .. لكن فيصل لم يرضى قال انه يرغب في التعرف إلي خلال هذه العطلة .. "
لم أستوعب ماقالته منى لدقيقة .. ثم قلت هامسة "ماذا ؟ "
قالت منى ببرود " لا أعرف لما ضيعتي على نفسك هذه الرحلة .. يالغباءك .ستندمين على ذلك .. ان جو السعودية رائع في الشتاء .. "
لم أفهم غباء منى .. هل فعلا تفضل السفر على التعرف بفيصل ؟؟ قلت ولا أعرف من أين خرجت الكلمات "أتكلمينه ؟"
قالت ببرود " انه يأتينا كل جمعة منذ الخطبة .. ويجلس بيننا .. ما عدا عبدالعزيز .. لايزال لايكلمنا ."
أثلج هذا الخبر قلبي .. إن هناك فرصة لألتقيه ! قلت متمته
"مالسبب ."
قالت بغرابة " لاشيء !"
لم أفهم سبب تكتم الجميع عن سبب خصامهم مع عبدالعزيز ..
توجهنا لتناول العشاء قالت لي عمتي " هلا أرسلت الطعام إلى عبدالعزيز ؟ .. لقد ذهب حمد وزايد إلى مزرعة عمك خالد وسيبقيان هناك طوال العطلة .. وعبدالعزيز لايكلم أي منا .:"
لم أرفض طلب عمتي .. حملت العشاء إلى المجلس الكبير ..دخلت وكنت قد أحكمت حجابي ..
" السلام عليكم .. كيف حالك .."
" جيده .." وضعت الطعام أمامه ودعاني إلى الجلوس لدقيقة .. جلست وقلت بمرح " لقد أصبحت الواسطة بينكم الآن .. هل ترغب في طلب شيء من عمتي أو أخواتك ؟ "
"لا شكرا .."
" ماذا حدث ؟؟ أخبرني .. قد أكون حمامة السلام .. "
ابتسم ونظر إلي وقال " لن أعلق .. آخر مرة علقت على شيء قلتيه انتهى بك الأمر تبكين .. :"
تذكرت سخريته ذات مرة ... وكيف أهانني .. يا إلهي . نسيت .. ابتسمت فقط .. فلم أستطع أن أقول أي شيء .. ثم فجأة استوعبت الأمر ونظرت إليه بغضب "ماذا تقصد ؟؟ "
ضحك ببراءة .. وقال مازحا " مجرد تشبيه "
"مـــاذا ؟؟ "
وقفت لأغادر فقال بانكسار" هل ستنضمين إليهن الآن ؟؟ رائع .. لن يكلمني أحد في هذا المنزل "
نظرت إليه بحنق فقال متوسلا " أرجوك .. لقد أصبحت أكلم الحائط "
ضحكت مرغمة .. عدت إلى الجلوس .. وقلت له بجدية
" لا أحب أن أكون محور النكته لدى أي شخص .. أرفض رفضا قاطعا أي كلمة تخص شكلي .. "
قال باستسلام " امرك سيدتي .. "
تذكرت حسن وابتسمت .. "لست بسيدة أحد .. مازلت آنسة "
قال مشككا " كما تأمرين يا آنسة .. "
ثم راح يتحدث عن أحد أصدقائه وحس النكته لديه .. كيف أضحكهم .. ثم تناول طعامه واستنأذنت لأدخل لقد استبد بي الجوع .. ان أحاديثه شيقة جدا .. لكني كنت جائعة جدا .. جلست إلى الطاولة قالت عمتي جدية "تأخرت "
قلت لها الحقيقة " لقد طلب مني البقاء والتحدث معه قليلا .. لقد كان يشعر بالوحده و... "
هززت كتفاي عندما رأيت عمتي قد أسقطت الملعقة من يدها .. قالت بحزن "هو من ..على أية حال لقد سبب هذا لنفسه .."
سألتها بفضول " ماذا .. "
قالت "لاشيء .."
لاحظت نظرات منى وصافيه وخصوصا منى التي نظرت بعيدا ..
قلت وكنت أعرف أنه لايجب أن أتكلم فيما لايعنيني .. لكن .. نطقت رغم ذلك
" أنا متأكده أنه مهما كان الأمر لايستحق أن تتخاصموا فيما بينكم بهذه الطريقه ..: "
تركت منى الملعقة من يدها وتركت المائدة بعصبية .. في تلك اللحظة تأكدت أن المشكلة كلها تخص منى .. وأكيد . تخص فيصل .. تناولت طعامي بسرعة وعدت لأجلس بقرب منى في الغرفة " ماذا هناك .. أخبريني ... لم تركت عشاءك ؟؟ "
" لم أعد أرغب بتناول شيء "
"ماذا إذن .. ماذا حدث .. أخبريني لم عبدالعزيز يرفض الحديث معكم ؟ "
تكورت منى حول نفسها ولم ترغب في النظر إلي وهي تتكلم فنظرت عبر النافذه وقالت
" لقد ...غضب عبدالعزيز عندما سمع من جدتي أمر خطبتي .. لقد كان آخر من يعلم .. واتضح لاحقا أن أحد أبناء عمي تقدم لخطبتي عن طريق عبدالعزيز ..وأكد له عبدالعزيز أن الأمور سوف تكون كما يريد .. حدثت مشاده كبيره بيننا .. انتهت بطلب أمي منه أن يوافق على زواجي وإلا لن تحادثه هي أو أي منا .. وكان كبرياؤه شديد لدرجة أنه اختار الخيار الثاني بكت أمي كثيرا .."
بكت منى بقسوة .. حاولت أن أخفف عنها ... قالت منى بارتجاف
" لا أحب أن أكون سبب الخلاف بين أمي وأخي .. كلما تحدثنا بالأمر تنظر أمي إلي كأنني المذنبة "
شعرت أنها فرصتي في تحقيق ما أردت .. فرصتي في انهاء خطوبة منى وفيصل .. قلت لها بخبث أشتم رائحته بوضوح "ربما كان عبدالعزيز على حق "
التفت إلي بدموعها ونظراتها البريئه وقالت بهدوء
"ماذا تحاولين أن تقولي ؟"
"ربما لايرى في فيصل الزوج الصالح لك .. ويرى ابن عمك أنسب لك .. "
" لا أعرف .."
بدت منى مرتبكة فأكملت خطتي " انظري للأمر من ناحية أخرى .قد يخلق زواجكما العديد من المشاكل .. فقد ابتدأ بمشكلة بين عمي خالد وفيصل .. "
شعرت كأن منى تفكر جديا بكلامي فقالت لي " هل تقولين لي أن أتخلى عن فيصل ؟؟"
تداركت فداحة قولي فأسرعت قائلة
" لا أقول لك شيئا فلست مخولة لإبداء رأيي .. كل هدفي أن ينتهي الخلاف بينكم .. أنت وعبدالعزيز "
قالت منى بحكمة خيبت كل آمالي في الحصول على رد فعل سريع كما أريد " لا .. سأفكر في كلامك لكن لن أفعل أي شيء .. يعجبني فيصل كثيرا .. وأعرفه ليس به أي عيوب تذكر .. كما أن أمي كانت في صفي .. وأنا أثق برأي أمي .."
قلت بيأس " وعبدالعزيز .."
قالت " لاتقلقي .. لن يبقى الأمر على هذا الحال .. فقلب عبدالعزيز طيب .. وسيرضى في النهاية "
انسحبت من قربها وخرجت إلى الحديقة وكان يجلس وحيدا .. انضممت إليه بيأسي وخيبة أملي .. وسألته
" فيم تفكر ؟"
" لاشيء .. فقط أتأمل الليل والنجوم .."
" رومانسي .."
"لا .. بل حالم .."
"أليس الحالم هو الرومانسي ؟.؟ "
التفت إلي وكانت ملامحه لاتحمل أي تعبير " لا... الحالم هو من يحب التأمل بلا حدود .. أما الرومانسي فمن يعيش قصة حب "
قلت بجرأة " ألا تعيش قصة حب حاليا ؟؟"
"لا .. لست من ذلك الصنف .. إني رجل آخر مايفكر به هو قصص الحب السخيفة ."
"وتتجرأ على تسمية نفسك بالحالم ؟؟ .. لا .. أنك متأمل فقط .. ان عالم الأحلام كبير .. ولست من رواده "
أدركت أنني انفعلت كثيرا في قول كلماتي تلك ... من نظرته المتفاجئة لي .. قال لي بهدوء قاتل " لما انفعلت هكذا عندما سخرت من الحب ؟؟ "
" لا لشيء ... فقط أنني .. لم أفهم سبب موقفك .. لقد أغاظني كثيرا
"
free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear الثلاثاء مايو 20, 2008 9:28 pm


أحسست من نظراته أنه قرأني ككتاب مفتوح ... أنه رأى جرح قلبي عبر بؤبؤ عيني واضحا .. كوضوح الشمس ..
" من هو ؟"
كان سؤاله مفاجئا ..خارجا عن المألوف .. عن العادات عن التقاليد عن المنطق .. كيف تجرأ وسألني ؟؟ ارتبكت كثيرا وشعرت أن الدماء اختفت من وجههي .. قلت مرتبكة " ماذا تقصد ؟؟ "
لم يزد حرفا كانت نظراته تؤكد لي معرفته لما يجري داخلي من زلازل وبراكين .. كنت أناضل لأمنع دمعة تريد الخروج .. دمعة لاتطيق البقاء داخل جسد ينكرها بقسوة ..
تراجع إلى الخلف .. لا أعرف لما انسحب .. لكني ارتحت لانسحابه فقد كنت سأعترف له لو زاد الضغط علي ..لكنه انسحب وغير الموضوع ..
"متى سنرى نتائجكم ؟"
أخذت وقتا طويلا في استعادة تنفسي ..وقلت بارتباك " لا أعرف "
" أنا أراهن أنها ليست بالمستوى المطلوب "
قلت له " جد من تتراهن معه .. فأنا في صفك .. ستأتي مخيبة للآمال .. "
استدرت لأغادر فقال ختاما "مهما كان لا يستحق أن تحزن هاتين العينين لأجله .. "
خرجت دمعتي وكنت قد استدرت عنه فقلت "ربما " وفي قلبي أكملت (يستحق ) ..
واكتشفت أن لي عينان تفضحان ماداخلي من قصص .. هل أطفيء نورهما لارتاح من شفقة الجميع ؟؟ هل أطفأهما ؟؟ .. لا أعرف .. عدت إلى الغرفة لأجد الجميع قد خلد إلى النوم فقد كان اليوم شاقا .. فعلا شاقا . نظرت إلى الساعة العاشرة ليلا .. جلست لأشاهد فيلما على التلفاز .. وكتمت الصوت لتدور في رأسي أصوات أفكاري وقلبي وأنفاسي ..

***
جاء يوم الجمعة سريعا .. وكنت قد قضيت الأيام السابقة في المجمعات مع منى وصافية .. حيث كانتا تتسوقان بمرح .. تسوقت معهما ..واستمتعت بوقتي ..
ارتديت بدلة خضراء وزينتها بقطعة من حجر الجيد اشترته لي جدتي منذ سنوات .. لففت حول رأسي شالا أخضر زمردي .. زينت عيناي بكحل بسيط .. خرجت إلى الصالة وكان عبدالعزيز يجلس مكتئبا سألت " أين الجميع ؟"
قال مستغربا ملابسي " لا أعرف .... أين ستذهبين ؟ "
"سأزور صديقتي .. "
" من سيوصلك؟"
"سترسل سائقها "
كنت فعلا سأذهب لسارة لمدة ساعتين وأعود ويكون فيصل موجود .. لا أريد سوى أن أراه .. فقط ..
"سأوصلك .. "
" لا .. لا داعي سأذهب مع السائق .. "
" قلت سأوصلك .. "
لم يعجبني اقتراحه هذا أيشك بي ؟؟
"سأتصل بها كيلا ترسل سائقها "
اتصلت بها وأخبرتها .. خرجت عمتي من غرفتها ورأتني وقالت "هل وصل السائق ؟"
"لا .. لن يأتي سيوصلني عبدالعزيز ,.."
"لاتتأخري .."
"حسنا .."
أوصلني عبدالعزيز بعد وقت طويل كنت أدله على الطريق .. "شكرا لك .. "
"سأكون هنا بعد ساعة "
"ماذا ؟؟ .. "
نظر إلي بغضب " كم تريدين البقاء ؟"
"ساعتين .."
وافق وغادر لأرتمي بين أحضان سارة .. ونجلس لنتحدث طويلا عن اسبوعنا الماضي..
قالت لي بجدية جعلتني أفكر قليلا
" لن تذهبي ؟؟ لن أدعك تذهبين ستدمرين نفسك ."
همست لها دون أن أشعر بدموعي التي تنساب على خدي ..
" أحتاج إلى رؤيته .. "
وقفت سارة لتقول في غضب
"سأجعل أبي يخرج لابن عمتك ويخبره أنك ستبقين لدينا حتى العشاء "
قفزت لأمنعها وقد ازدادت دموعي ...كأنها ستحرمني من الحياة بقولها هذا ..
"لا.. أرجوك ... لا .. "
نظرت إلي سارة بغضب ولم تؤثر بها دموعي "لن اسمح لك بالإنحطاط أكثر .. "
صدمت من موقف ساره رددت خلفها كالبغبغاء
"انحطاط ..انحطاط ؟؟ "
واجهتني ساره بغضب
" أجل .. انحطاط ... ليس من طبعك أن تكيدي المكائد أو تسببي المشاكل أو تلعبي بخبث .. كل ماقلته لي الآن يؤكد أنك بدأت في الانحطاط باسم الحب .. أنت يا فاطمة أسمى من هذا كله .. أسمى من الخبث والكذب .. أنك أسمى من الحب نفسه الذي تعيشينه .فكري .. هل سيحبك إن ترك منى ؟؟ ماذا سيكون موقفك إذا حصل ما أردت وتزوجتي به ؟؟ ستهتز صورتك في عيني منى وعمتك . فاطمه ضعي أمام عينيك حقيقة واحده .. أنه لايعلم حقيقة مشاعرك .. ولن ينظر إليك أبدا ! هل ستخلقين المشاكل لأجل لاشيء! ..لاتريه بعد اليوم .. ابتعدي عنه .. اذا عدت بعد قليل اتجهي لغرفتك ولاتشغلي بالك.. انه لايعلم بوجودك .. ."
دخلت كلمات سارة إلى مركز المنطق في رأسي .. ماذا كنت أفعل ؟؟ ماذا فعلت ؟ كيف كنت سأخرب خطبة منى ؟؟ كيف كنت سأخلق المشاكل ؟؟ .. لم أستطع منع نفسي من البكاء أكثر .. واعترفت لسارة بصدق كلامها وأنني لست من فعلت كل ذلك بل شيطاني .. لكني اعترفت لها " لكني أحتاج لرؤيته .."
"ستعذبين نفسك لاغير.. ."
" تحتاج نباتات الظل أن ترى ضوء الشمس بين حين وآخر .."
" فقط نظرة واحدة لاتدخلي معه في مواضيع أو نقاشات .. انظري إليه من خلف الباب .. ولاتدعي أي أحد يراك .. فأنت شفافة كثيرا إلى درجة أنهم سيرون مابداخلك من مشاعر .. لاتعذبي قلبك .. فلا أحد يستحق " ..
خرجت إلى سيارة عبدالعزيز .. وأخذت الأفكار تعصف بي .. عندما أذهب للمنزل الآن سيكون هناك .. قلت لعبدالعزيز هامسة
" ان طلبت منك شيء هل ستلبي طلبي ؟؟"
" أجل .. اطلبي ماتريدين .."
" أنهي الخلاف الذي بينك وبين عمتي وصافية ومنى .."
صمت لبرهه ثم قال " لماذا ؟؟ هل مللت من ايصال الطعام إلي واوامرهم ؟ "
ضحكت رغما عني .. ثم قلت " لا.. لكن . هناك فجوة قاتلة بينكم .. لا أستطيع تحملها .. أرجوك يا عبدالعزيز . نفذ طلبي .. أرجوك ."
صمتت ولم يجبني .. وعندما أوقفنا السيارة أمام المنزل .. رأيت سيارة فيصل .. كتمت شهقة كبيرة .. يا إلهي سيارته جعلت قلبي ينقبض هكذا .. ماذا سيحدث إن التقت عيناه بعيناي ؟"
قال عبدالعزيز
" لأجلك فقط سأرضخ .. وأنهي الخلاف فقط لأجلك .."
"شكرا "..
كان صوتي متحشرجا .. لايعرف أني قد انتهيت الآن بموافقته وانتهت كل آمالي وأحلامي ..
دخلت إلى الصالة بعد تردد شديد .. كانت أصواتهم قد تعالت وبان الانسجام بينهم .. عادت إلى ذاكرتي كلمات سارة .. لمحته من خلف الباب .. وأغمضت عيناي فورا من ردة الفعل التي انتابتني .. كان يجلس بقرب عمتي وهو يضحك .. تماما كما تخيلته بل وأجمل .. كانت منى تجلس بخجل هناك .. نظرت إليه وهو يضحك .. وأغمضت عيني لتبقى صورته هكذا في بالي .. اتجهت إلى غرفة النوم واستلقيت هناك .. أخرجت مسجلتي الصغيرة لأسمع ذكرى وأذوب حزنا في صوتها ..
كم كانت فرحة عمتي ومنى وصافية بزوال الخلاف بينهم وبين عبدالعزيز .. بقيت منى تبكي من الفرح .. وأدركت كم هي حساسة .وإنها تستحق فيصل .. أو .. لاتستحقه !



وأخيرا . النتائج لنهاية الفصل الأول ..
كانت نسبتي مخيبة للآمال .. لكن...لحظة .. لم تكن هناك أي آمال لأخيب.. فلم يهتم أحد .. سوى جدتي التي تقول لي دائما مايهم هم النجاح وليس النسبة .. ولكنها لاتعرف أن النسبة أهم من النجاح .. كانت نسبتي في نهاية الستين .. استنكرت صافية ومنى درجاتي ..لكني لم أهتم .

صدمت سارة ومريم ومها بدرجاتي .. فقد كانت نسبهم عالية جدا .. وكانوا يعلمون بقدرتي على تحقيق الأفضل ..
مر الاسبوع سريعا بين زياراتي لصديقاتي وبين ذهابي للمجمعات الخروج في نزهات مع عبدالعزيز وصافيةومنى ..
وآخرها كانت إلى الجزيرة .. استمتعنا كثيرا بوقتنا .. تحدثنا عن أشياء كثيرة وضحكنا كثيرا .. كانت هذه العطلة قياسا بعطلاتي السابقة هي الأفضل ..
free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear السبت مايو 24, 2008 6:29 pm


سألني عمي خالد " ما هي خططك ؟؟"
كنت طوال اسبوع أفكر في خططي .. فقلت له باقتناع "سأرتاد معهد كمبيوتر وسكرتياريه .. ومن ثم سأبحث عن وظيفه .."

"ألا تريدين انهاء دراستك الجامعية ؟"
"لا .. لا أريد الدراسة .. أريد فقط أن أعمل فقط .. "
فكر عمي قليلا ثم قال " اذا اذا تعدت نسبتك السبعين وظيفتك ستكون مضمونه لدي"
فرحت كثيرا .. ووافقت على شرط عمي ..
وبذلت جهدا مضاعفا في الفصل الثاني . .وكنت لا أفكر في شيء سوى دراستي ..
" فاطمه .. لن تصدقي . أنا حامل !"
نظرت إلى زوجة أخي منال .. وفرحت كثيرا .. قلت لها فرحة
"هل سأصبح عمة ؟؟ "
" أجل "
فرحت كثيرا أحسست أن روتين حياتي سيتغير ..

جلست بقرب مريم وساره وكانت مها قد استأذنت لتذهب إلى المنزل .. فاليوم زفاف أحد قريباتها وتحتاج إلى العوده للمنزل مبكرا لتستعد ..
قالت ساره " لاتعرفون مها .. أي حفلة زفاف تذهب لها كأنها تخصها .. "
علقت مريم " شيء جميل أن تكون لديها الرغبة والاستعداد لذلك .."
واستمرت مريم في التحدث مع سارة عن حفلات الزفاف والاستعدات بينما غرقت في حلم يقظة .. تصورت نفسي نحيلة وأن إحدى حفلات الزفاف التي يتحدثون عنها هي حفلتي وأن من سأزف إليه هو فيصل .. بوسامته الشديده وطوله الفارع .. يجلس إلى قربي وأنا في فستان أبيض يتلألأ وباقة من أزهار الربيع والتوليب الاصفر والأبيض بين يدي لا أحد هناك سواي .. وسواه ..
" فاطمه .. فاطمه .. "
عدت إلى واقعي إلى محدثتي .. كانت عينا مريم تحدقان في بغموض .. كأنها فهمت فيما أفكر .. قالت سارة
" ألم تنتهي بعد ؟"
هززت رأسي بلا .. "لن أنتهي أبدا ! "
عدت إلى كتابي بهدوء ولم تشأ أي منهما أن تجادلني في أحلامي ..يحق لي أن أحلم بما أشاء ..
مضت الشهور بطيئة .. لم يحدث فيها أي شيء سوى أنني ازددت تعلقا بمريم وساره ومها .. ولا أستطيع تخيل حياتي بدونهم ..
كانت والدتي غارقة في أنشطتها وزياراتها .. ولم أجد الوقت للذهاب إلى منزل عمتي .. فقد كان هدفي أن أحقق شرط عمي حتى لا أتعب في البحث عن الوظيفة ..
خرجت ذات ليله إلى الحديقة وكنت أمسك كتابي بيدي .. وحجابي حول رأسي ..وكان هناك .. يقف مع أخي مبارك ..
" فاطمة "
افتربت من أخي الذي ناداني قائلا " سأذهب لأرتدي ملابسي ابقي مع فيصل قليلا ! "
سألني ببساطة قتلتني
" كيف حالك فاطمة ؟؟"
" بخير .."
أكاد أقسم أن صوتي لم يكن سيخرج للحظات .. حاولت أن أركز نظراتي في كتابي .. لقد عاهدت سارة على عدم فعل ما يزيد الأمور سوءا ..
اقترب مني لينظر إلى كتابي .. كدت أفقد الوعي من قوة تسارع نبضات قلبي ..
" ماذا تدرسين ؟؟ "
أغلقت الكتاب ليرى عنوانه .. فلم يكن بي طاقه لأنطق كلمة وحده ..
" صعبه؟؟"
هززت رأسي بلا .. وكأنه شعر برفضي .. قال لي مستغربا
" لما أشعر أنك تغيرت منذ آخر مرة رأيتك .. ؟؟"
أغمضت عيني وتماسكت نفسي .. كانت صوته يحدث شرخا في قلبي لمجرد سماعه كيف بعتابه ؟؟
" لم أتغير .. مبروك .. "
"ماذا ؟"
"مبروك .. أنت ومنى .. مبروك .."
أخيرا نطقتها .. لا أعرف من أين جاءتني القوة .. لكن نطقتها .. لأنهي فصلا فاشلا في حياتي ..
قال وقد كان صمته قد طال " أتقصدين خطوبتي لمنى ؟؟ .. شكرا أشعر أنك متوترة .. لم تكوني هكذا عندما تكلمت معك آخر مرة .."
"لست متوترة .. فقط احاول أن أركز .."
وأشرت لكتابي المغلق !!
جاء مبارك وقال " لنذهب "
قال فيصل مودعا " ادرسي جيدا يافاطمه .. "
هززت رأسي ايجابا .. وتناهى إلى سمعي كلامهما
فيصل " مابها فاطمة ؟أهي حزينه أو قلقه ؟؟ ؟ "
مبارك " لاشيء .. انها فقط خجولة وحساسة جدا .. لاتشغل بالك قد تكون قلقه بسبب الامتحانات . "
التفت فيصل في تلك اللحظة ليلوح لي بوداعا .. رددت عليه بابتسامة مقتضبه ... ولوحت بيدي بدوري ... يا إلهي أنه يعلم بوجودي .... ولم أستطع كبح دموعي .. تبا للحب .. تبا للسمنه .. تبا لك يا .. قلبي !




جاءت نتيجة امتحاناتي ... جاء أخيرا حصاد تعبي طوال الاثنى عشر سنه الماضيه .. أخيرا حصلت على نسبة 72%
مما يعني أن مجموعي كان عاليا في الفصل الدراسي الثاني .. لم تكن أمي جنبي .. كانت مسافره كعادتها .. حتى جدتي سافرت لترى شقيقتها في الامارات .. لم يكن أحد بقربي سوى منال التي ازداد وزنها بسبب حملها ..
بكيت فرحا .. وحزنا لأني لم أجد أحدا لأشاركه فرحتي .. لم أستطع منع نفسي من التوجه إلى منزل عمتي واخبارها .. فرح الجميع لي .. منى وصافيه وعبدالعزيز .. وعمتي التي بكت فرحا لأجلي ...
مرت أشهر الصيف ... وازدادت علاقتي ببيت عمتي .. لكني كنت لا أذهب يوم الجمعة ... لكي لا ألتقي بفيصل .. عادت جدتي ... وأصبحت أبقى معها كثيرا .. ازدادت زياراتي لساره ومريم .. ولم ترفض جدتي ذهابي أو تعارض فقط طلبت مني ألا أذهب من غير دعوه وألا أطيل البقاء .. وأن أستقبلهن بدوري
free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear السبت مايو 24, 2008 6:30 pm


دناءه !...ومفاجأة !

أصبحت منال لا تخرج من المنزل بتاتا .. فقد ازدادت تعبا .. وأصبحت أخواتها يأتين إلى منزلنا طوال الوقت .. ولم يكن حجابهن محكما، كثيرا ما كانوا يرمين به مجرد دخولهن المنزل ... كانوا ثلاثه هيا و هدى وندى ..يأتينا بأبهى حله ... ولا يفكرن بوجود شباب في المنزل ! ...
أتين ذات مساء . وكانت الخادمة نائمة فاضطررت لتلبيه طلب جدتي وارسال العصير لهن .. اقتربت من الباب ليصلني صوت منال
" انها تذهب أكثر من مرة في الاسبوع إلى منزلهم .. أتوقع أنها تريد ايقاع عبدالعزيز بحبالها .. سمعتها مره تتكلم إليه عبر الهاتف .. انها لاتخجل ... أجل وسمعت جدتها تقول أنه من الأفضل لها لو تزوجت عبدالعزيز فشاب طيب مثله سيرضى بنصيبه ولن يتكلم ! "
رنت ضحكات شقيقاتها بلا حياء
عاد صوت منال لتتكلم "أخبرتكن أن تأتين الساعة الرابعه وليس الآن .. خرج كل الشباب .. ولن يروا أي منكن .. لقد سمعت أم زوجي تتكلم عن رغبتها في تزويج محمد .. أرجوكن إلتزمن بالخطة التي أخبرتكن إياها لا أريد أن يتزوج أي من أشقاء زوجي امرأة غريبه .. أريد أخواتي بقربي "

لم أستطع سماع المزيد لم أكن ممن يحبون التجسس . .. انسحبت بهدوء وأخبرت جدتي بأن منال ستأتي وتأخذ العصير .. سحبت نفسي بقوة إلى غرفتي وازددت غضبا من دناءة منال وكيف تطلق عني الشائعات !! بقيت كل كلمة نطقتها تدور في رأسي .... كل قصة حبكتها بدناءتها تسخر مني !!! يا إلهي ... يا إلهي ...
أككل هذا يدور من حولي ولا أعلم ؟؟ استسلمت للبكاء لضعفي وعدم امتلاكي للجرأة في الصراخ عليها ومواجهتها في كذبها .. عبدالعزيز؟؟؟ ...يا لمخيلتكن الواسعة ...

لكنني اعتزمت شيئا واحدا ... لن أدع أي من أخواتها تتزوج بأخي ... لذا واعدت سارة ذات يوم في احد المجمعات وطلبت من محمد ايصالي .. كانت سارة تقف منتظرة قرب أحد المحلات الشهيرة .. أشرت إليها وقلت لمحمد "تلك صديقتي تستطيع الذهاب وسأعود معها .. "
نظر إليها محمد بإعجاب ..
سارة فتاة جميلة تملك من المميزاات الكثير .. بالتأكيد سأرغب بها كزوجة لأخي .. كنت قد فكرت في مريم .. لكن مريم ذكرت لي مرة عن رغبتها في السفر إلى الخارج ... وإكمال دراستها ..
قال لي " عرفيني عليها "
قلت له بحزم " إنها ليست من ذلك النوع .. "
صمت ولم يتكلم .. اقتربت منها أكثر فرافقني إلى أن وصلت إليها .. فقال باحترام "السلام عليكم "
"وعليكم "
التفت لي وقال " سأذهب .. مع السلامة "
نظرت إلى أخي الوسيم وهو ينصرف .. باحترام .. ثم نظرت إلى ساره وشعرت كأن علامة استفهام ضخمة ارتسمت فوق رأسها ..
"ماذا حدث للتو؟ "
قلت لها مفسرة " هذا أخي محمد ... "
قالت بصوت غريب " فهمت "
"ماذا فهمت يا ساره عما تتحدثين؟؟"
قالت بذكاء أدهشني " أتعرضيني عليه ؟؟ ... أترغبين في أن يتزوجني ؟"
لم أستطع الحديث من دهشتي ... لكن ساره ابتسمت .. وقالت " فعلت مها نفس الفصل معي منذ شهر .. "
" أعرضتك على أخوها ؟؟"
" لا بل على خالها ... لكني لم أرض فهو كبير بالسن .."
" ومحمد "
" لا أعرف .. لا أريد أن أعلق آمالي .لا أعرف مالذي أوحى لكن أنني أبحث عن زوج .... لكني لن أغفر لك جرأتك .. لهذا سوف تدفعين ثمن تذاكر السينما والعشاء .."
" لا أمانع "
واتجهنا لنأخذ مانتاوله خلال الفيلم ..
عدت للمنزل لأفاجأ بمحمد ينتظرني ..
" كيف حالك ؟"
" بخير وأنت ؟؟"
" لست بخير .. منذ رأيت صديقتك وأنا أفكر بها .. ابنة من هي ؟؟ أخبريني عن كل شيء عنها "
صدمت لردة الفعل السريعة التي رأيتها لدى محمد .. أخبرته كل شيء عن سارة وشخصيتها الرائعة .. والحنونة .. وأخبرته إن كان يفكر في فتاة أخرى لكنه اعترف لي بصراحة
" رأيت أخوات منال لكن لم تعجبني أي منهن ... لكن صديقتك .. شعرت أنها دخلت قلبي بسرعة .."
" حقا ؟؟ .. حب من النظرة الأولى "
" لا .. لكنني أفكر في الزواج .. على الأقل عقد القران .. لا أريد أن أفعل كما فعل مبارك الزواج سريعا .. أريد أيام الخطوبة وحفلة الخطوبة .. .. أريد أن استمتع بكل لحظة حتى يحين الزواج .."
صدمني كلام محمد وأخبرته مايجول في خاطري وذكرني نوعا ما بعبدالعزيز ..
" انك رومانسي نوعا ما.. لا بل كثيرا .. .."
" لا .. الفكرة هي أنني أحتاج على الأقل لسنة أو سنتين حتى أجهز نفسي للزواج .. حيث أنني مشغول هذه الفترة بالعمل ولدي الكثير من الدورات ولن أستقر في عملي لمدة سنة .. لكن لا أريد أن أمضي الوقت وحيدا .. أريد خطيبة .. "
" اذن سارة هي المناسبة لك تماما .. "
شعرت بفرحه من خلال قسمات وجهه .. ولا أعرف ..لكن خلال الأيام التالية حدث الكثير .. أصبحت خطبة محمد لسارة رسمية ..لم يمانع أبي أو جدتي التي أثنت على خيار محمد كثيرا خصوصا أنها تعرف سارة ورأتها أكثر من مرة .. وكانت أمي توافق جدتي رغم أنها لاتعرف ساره كثيرا !
أما أنا ففي قمة الفرح .. !! ...ستصبح صديقتي الرائعه سارة بالقرب مني ... وسأغيض منال !!

**********
كنت في غرفة سارة أحدثها عن محمد .. قالت بتردد ..
" لكني .. أشعر بتردد وقلق .."
حاولت تهدئتها " لماذا .؟؟ محمد لايريد الزواج الآن .. يريده بعد سنه أو سنتين .. ستتعرفان على بعض جيدا ... "
" أريد فعلا أن أكون بقربك .. وأشعر أن محمد يشبهك "
صرخت "ماذا ؟؟أتقارنين بين محمد وبيني ؟؟ محمد رشيق ووسيم شخصيته رائعه .. "
" هذا ما أقصده .. إن شخصيته يجب أن تكون جميلة كشخصيتك أنت .. أعتقد أنه حساس أيضا ! "
"حساس ؟؟ "
" أجل فأنت حساسة ورقيقة كثيرا "
" لا أعرف .. إن كان حساسا .. لكن شخصيته قوية جدا لدرجة أنه إذا لم يعجبه شيء يبين هذا وبقوة .."
" لادخل لهذا بذاك ... أنا فتاه طائشة أخاف أن أفعل شيئا يجرحه ..أو ..يسيء إليه "
"ساره ؟؟كلامك يحيرني .. عندما تتزوجان ستصبحان شخصا واحد .. وستتقبلان تصرفات بعضكما وعيوبكما .. فلايوجد أحد كامل .. وستبنيان امبراطوريتكما الصغيرة بغباءكما وحكمتكما ومشاكلكما وحبكما ..ستكونان قريبين من بعضكما البعض .. وستزول كل الحواجز .. "
ابتسمت سارة . وقالت " مايريحني .. أنك ستكونين موجوده .. بالقرب مني .يا أفلاطون !."
ابتسمت ووضعت ذراعي على كتفها " أجل لن يفصلنا سوى غرفتين .."
********
free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear السبت مايو 24, 2008 6:31 pm


مرحلة جديدة ...
_________

أنهيت دورة السكرتارية . والكمبيوتر. شعرت بتغير كبير في حياتي .. ذهبت لمكتب عمي في وزارة الخارجية . وكان قد جهز لي وظيفتي .. ذهبت لأبدأ مرحلة جديدة في حياتي .. دخلت إلى مكتب عمي عبر سكرتيرته (شيرين ) ..
"أهلا .. أهلا .. بابنة أخي العزيزة .. أنا على وعدي .. لكن .. يجب أن تثبتي نفسك ."
شعرت بالخجل من ترحيبه " شكرا يا عمي .. إني فرحه لأنني سأعمل معك ... هنا ... "
جلست بعدما سلمت عليه .. قال بسرعه
" لدي عمل الآن .. لاتخيبي ظني بك ... أريد منك أن تستلمي السكرتارية بدل شيرين .."
أصبت بالهلع وخفت أنني قد تسببت في طرد شيرين
" وشيرين؟؟ "
"ستنتقل لفرع آخر بالقرب من منزلها كما طلبت مني .. لكنها لن تنتقل حتى تعلمك كل العمل الذي تحتاجين لتعلمه .. لدي الآن مراجعات ومعاملات .. اذهبي لشيرين واجلسي في المكتب المقابل لها .. ستبقى هي لمده يومين .. "
شعرت بالإرتياح وتمتمت بسعادة " شكرا يا عمي .. "
... قال مصححا لي بجدية " أستاذ خالد "
فهمت اصراره على الرسمية بيننا فقلت بهدوء " عن اذنك أستاذ خالد .. "
خرجت وأنا أشعر بطموح غريب .. سأثبت نفسي .. ولن أدع عمي يستطيع الإستغناء عني .. عدت لشيرين .. مددت يدي لأصافحها كبداية لتعارفنا" أنا فاطمة .. السكرتيرة الجديدة .. "
ردت بابتسامة مشرقة
" تشرفت بمعرفتك ... "
خلال الثلاث ساعات التالية عرفت الكثير عن عمل عمي ...وأوراقه .. ومن حسن حظي أن لغتي الإنجليزية جيده جدا فقد اكتشفت أن معظم مراسلات عمي تكون بين مكاتب خارجية من كل الدول أسبانيا وأمريكا وبريطانيا ... وعرفت نفوذ عمي الكبير في هذه الوزارة ...
ـ أتعبت يا فاطمة ؟؟
نظرت إلى شيرين التي بدت صغيرة في العمر رغم الشعيرات البيضاءالتي تخللت شعرها الكستنائي ...
" لا بالعكس .. إنني مذهولة فقط لم أتوقع أن أبدأ بهذه السرعة .." .
نظرت إليها وتجرأت على سؤالها " كم عمرك شيرين .. ومنذ متى تعملين لدى عمي "
أجابت في خبث "أهم الأشياء التي لاتسأل المرأة عنها ... عمرها .. لكني أقول لك أنني لوتزوجت وأنا في عمرك الآن .. لأصبحت لدي فتاة في عمرك .."
انها في منتصف الثلاثينات إذن .. فقالت متابعة حديثها " أعمل لدى عمك منذ عشر سنوات تقريبا .. انتقلت معه خلال ترقياته كان لايثق بأحد سواي .. "
" اذن لماذا الآن ؟؟ "
كانت تفهم معنى كلماتي ماسبب رحيلها .. لم يقنعني عمي بقوله أنها تريد عملا بقرب سكنها .. هناك سبب آخر
نظرت إلي شيرين وقالت " لسببين .. الأول .. أنه وجد أخيرا شخصا يثق به كثقته بي .. والسبب الثاني .. سأحتفظ به لنفسي .. "
شعرت أن هناك لغزا لاتريد شيرين الكشف عنه .. لكن لايحق لي السؤال .. شعرت بالخجل من نفسي وفي نفس الوقت بالإطراء .. أن عمي يثق بي ..ولم أعمل لديه بعد .. سأثبت استحقاقي لثقته ..طرق الباب فنظرت . كان يقف هناك الطيف الذي حاولت نسيانه طوال الأشهر التي مضت يقف أمامي وقد اعتلت الدهشة وجهه ..كما اعتلت المشاعر قلبي من جديد
" السلام عليكم ...فاطمة ماذا تفعلين هنا ؟"
توقف قلبي لحظات من نظراته وسؤاله ..وشكرت الله أن شيرين أجابت عني
" أنسيت يا فيصل ؟؟ ستحل محلي .."
" ماذا ؟؟ .. هل الأستاذ خالد موجود ؟؟ "
شعرت بغضبه من فكرة عملي لدى عمي وبان الإستياء على وجهه للحظة شعرت أنني احدى بطلات الروايات الرومانسية .. حيث يغار البطل على حبيبته و .. عدت للواقع ووجدت نفسي أحدق في الأوراق التي أمامي وفيصل يقف هناك منتظرا خروج شيرين .. من مكتب عمي ..
وشعرت بغباء لانهاية له !إلى أين قادتني أفكاري؟؟ كيف أمكنني أن أعود إلى هذا كله بعدما قررت الانتهاء من هذه الأوهام ؟؟ نظر إلي نظرة اخترقتني وقال بلامبالاة " متى ستعملين هنا ؟"
خرجت الكلمات من فمي بصعوبة " اليوم ..بدأت "
شعرت بالخوف .. نظراته كانت غاضبة أنه يعارض فكرة عملي هنا بالتأكيد ..
خرجت شيرين وابتسامة عريضة على وجهها
" تفضل .."
دخل فيصل وأغلق الباب خلفه .. نظرت إلى شيرين " ماذا يعمل فيصل هنا ؟؟ "
"فيصل ... انه مدير المكتب"
توقف قلبي للحظات .تذكرت أن هيا ابنة عمي الصغيرة أخبرتنيس مرة أنه يعمل مع عمي ..كيف نسيت ؟؟ . الحماس الذي بدأت اليوم به بدأ يتلاشى .. هل هذا يعني أنني سأراه كل يوم ؟؟ جزء من قلبي رقص .. وجزء آخر بكى ..
خرج فيصل من المكتب متجهم الوجه .. وقال " فاطمة هلا أتيت إلى مكتبي "
لكن عمي خالد خرج من المكتب وقال بلهجة جاده " فيصل .. انتهينا من هذا النقاش يا فيصل .. فاطمة عودي لعملك .. "
صمت فيصل وغادر المكتب غاضبا .نظرت إلى عمي أبحث عن إجابه فابتسم بود أراح قلبي .. وقال " تعالي .. "
تبعته إلى داخل المكتب .. وجلست على الكرسي للمرة الثانية اليوم
قال ساخرا " تعرفين .. شباب اليوم .."
" لم هو غاضب ؟"
"لا عليك منه .. وإن وجه لك كلمة واحده ... أخبريني بدون تردد .."
إذا .. هي غيرة الرجل الشرقية ... لايريدني أن أعمل في نط
free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عندما نتحدى الأيام Empty رد: عندما نتحدى الأيام

مُساهمة  free tear السبت مايو 24, 2008 6:33 pm

إ
ذا .. هي غيرة الرجل الشرقية ... لايريدني أن أعمل في نطاق عمله .. لايريدني أن ...أن ماذا ؟؟ يا لأفكاري السخيفة ..
انتهى اليوم الأول عدت للمنزل أريد فقط أن أحدث سارة وأخبرها عما حصل معي .. طلبت رقمها فوجدته مشغولا .. ابتسمت وشعرت بالغيرة.. منذ عقد قرانهما .. سارة ومحمد يقضيان الوقت في الحديث الدائم ...شعرت أنه أخذها مني .. كنت دائما أجدها عندما أحادثها .. اتصلت بمريم .. التي ستسافر ثانية بعد أسبوع ..
" مرحبا "
"أهلا ... للأسف فاطمة لا أستطيع محادثتك الآن.. لدي مقابلة وسأذهب إليها .."
"مقابلة ماذا ؟؟"
" لا أعرف ... بالضبط لكني مضطرة للذهاب فقد تأخرت .. سأحادثك قريبا .."
أغلقت الهاتف وأنا أشعر برغبة قوية في الصراخ .. أريد أن أحدث شخصا ما عما في داخلي من أعاصير .. أعدت طلب رقم سارة .. لايزال مشغولا .. تبا .. عما تتحدثين أنت ومحمد كل هذا الوقت ..
شعرت بغضب وغيرت ملابسي ونزلت لجدتي لأجلس معها قليلا ..
عدت بعد نصف ساعة لغرفتي ..وطلبت رقم سارة .. لكنه لايزال مشغولا .. طرقت الباب الخادمة .. وأخبرتني أن هناك من يريد الحديث معي .. رجل ..
ارتديت حجابي ونزلت مستغربة من يكون .. دخلت الصالة كان يجلس لوحده .. والغضب يشع من عينيه جعلني أرتجف
"السلام .."
لم أكمل السلام حتى هب واقفا غاضبا
" ماهذا يا فاطمة ؟؟ لم تجدي مكانا للعمل سوى في مكتب عمي ؟؟ هل انتهت الوظائف ؟؟ألا تملكين أي ......"
تراجعت بخوف إلى الوراء وعرف هو أنه أرعبني بصراخه .. فإعتذر " لا أقصد أن أخيفك .. لكن .. ماذا تفعلين ؟؟؟ "
لم أعرف بما أجيبه ...إلتزمت بالصمت.. لا أريدأن أترك العمل .. وفي الوقت ذاته أريد أن أرضي فيصل بشتى الطرق .. لم أستطع أن أنظر إليه ولم أستطع تحمل الموقف فإنفجرت بالبكاء كطفلة صغيرة لاتعرف ماذا تفعل !...
"لانبكي فاطمة .. أرجوك لاتبكي .. لا أقصد أن أصرخ ..رجاء يا فاطمة رجاء .. "
استمراري بالبكاء كان رغما عني ... قال بلهجة هادئة جعلتني أبكي أكثروأكثر "لما لاتكملين الجامعة؟؟ لم لاتعملين في مدرسة ؟؟ عملك في مكتب عمي سيجلب المشاكل للجميع .."
لثانية نسيت كل آلامي ونسيت كل دموعي وفكرت باستغراب أيه مشاكل ..
لم يجبني انما قال بجدية وهو يقف ويبدو أن دموعي جعلته يتراجع عن موقفه " ان شئت الإستمرار ... فعليك ألا تغادري المكتب .. إن أردت شيئا إطلبيه مني .. لاتختلطي بباقي الموظفين لأجل مصلحتك .."
خرج وتركني في دهشة وذهول ... عدت لدموعي وركضت إلى غرفتي ... لا أعرف ماذا أفعل .. بكيت كثيرا .. ولكني خرجت بقرار لارجعة عنه " سأكمل العمل في مكتب عمي "
سأعانده ... لا لشيء ..فقط لمجرد العناد !
عدت اليوم الثاني إلى المكتب .. وجدت شيرين تنتظرني ..
"صباح الخير "
"صباح الخير ... سنبدأ اليوم في طريقة ترتيب الملفات .."
بدأت العمل مع شيرين وأنا أحاول أن أركز في ماتقوله ..
لكن كنت أنظر إلى الباب بين حين وآخر .. أخشى من نظرات فيصل وغضبه .. أو ربما أترقب دخوله بكل لهفة .. !
لكن مر ذلك اليوم دون أن أراه ...
وكذلك اليوم الثالث ..
غادرت شيرين واستلمت العمل بصفة رسمية .. وأصبحت مجتهدة في عملي .ولم أستطع محادثة سارة طوال الأيام الماضية..

كنت أطبع كتاب طلبه عمي مني على الكمبيوتر عندما دخل أحد الموظفين
" هل الأستاذ خالد موجود؟"
"لحظة"
دخلت إلى مكتب عمي أحمل الكتاب الذي طلبه وقلت له
" مساعد المدير عبدالرحمن ..يود مقابلتك "
"أجل .. أرسليه إني أريد أن أحدثه لاتدخلي أحدا ...."
خرجت وأخبرته أن عمي ينتظره . جلست على مكتبي أنهي أعمالي من خلال الكومبيوتر عندما دخل فيصل يحمل ملفا بيده ..أخيرا .. رأيته .. لكني تصرفت ببرود وكنت أعمل على الكومبيوتر بتركيز مزيف ..
"هل هو لوحده ؟"
رفعت رأسي وقلت " إنه يجتمع مع مساعد المدير عبدالرحمن "
توجه نحو باب المكتب ليدخل لكني لم أستطع منع نفسي " لحظة "
"ماذا "
"يجب أن أعلمه بحضورك "
ارتسم الغضب على ملامح وجهه .. وقال وهو يحاول أن يتكلم بهدوء " أنا مدير المكتب .. وحضوري مهم .."
قلت وأنا أحاول التظاهر بأني غير مهتمة بغضبه " طلب مني الأستاذ خالد عدم دخول أي شخص ..انتظر لدقيقة .."
رفعت السماعة ورد علي عمي " نعم"
" أستاذ خالد مدير المكتب السيد فيصل هنا "
" كنت سأطلبه .. أدخليه "
"حاضر .."
إلتفت بثقة إلى فيصل وقلت " تفضل "
نظر إلي نظرة نارية تحمل الكثير من الغضب والحقد ودخل إلى المكتب .. لكني عدت إلى عملي وحاولت تناسي نظرته تلك ..
ولكنني للأسف لم أنسها !!
خرج عبدالرحمن وذهب وبقي فيصل .ثم خرج بعد دقائق ونظر إلي . كأنه أراد أن يوبخني لكنه عدل عن ذلك وخرج.. فتح عمي الباب وقال بمرح " تعالي أيتها القطة المشاكسة .. "
ضحكت .. ودخلت قال لي "ماذا فعلت بفيصل "
"لم أفعل شيئا ..طلبت مني ألا يدخل أحد ولم أسمح له بالدخول دون إذنك "
"إنه فيصل ..مدير المكتب ... عندما يحضر مرة أخرى أدخليه ..فأنا أثق به كثقتي بك ..."
"آسفة "
نظر إلي بود وقال مبتسما
"لا ..لا تتأسفي .. يسرني أن يغضب فيصل بين فترة وأخرى ..أحب أن أتسلى برؤيته ينفث النار .. "
" يبدو أنه كان كتنين هائج مؤخرا !"
قلت هذا بعفوية فإنفجر عمي في الضحك ابتسمت بدوري فقال عمي.. "لم أكن أراه مؤخرا سوى غاضب ... أيتها القطة المشاكسة .. لنذهب للمنزل .. أصبحت الساعة الثالثة عصرا .."
" حسنا "
وفي الطريق إلى السيارة قال عمي بمرح " أتودين الذهاب معي إلى بيت عمتك أم عبدالعزيز ؟"
" أرغب في هذا "
وكنت أرغب في هذا فعلا ..فلقد اشتقت إلى صافية ومنى .. وعمتي ..وعبدالعزيز ..
وصلنا إلى المنزل بعد أن مررنا بإحدى المطاعم وحملنا غداءنا معنا .. كنت أحب حنان عمي خالد .. كان لايتوانى عن عناقي والدخول معي في أحاديث شيقة .. وودت كثيرا لو كان والدي بهذا الحنان ..كانت فرحة عمتي لاتوصف برؤيتي وعمي خالد ...لم يكن عبدالعزيز موجودا .. لكن قضينا وقتا ممتعا في الحديث مع عمتي وعمي .. ودخلت إلى غرفة منى التي قالت لي بهدوء " هل رأيت فيصل ؟"
"أجل .. "
" انه غاضب من عملك ..يقول أنه يرفض أن تكون ابنة عمه تعمل في مجال مختلط .بين رجال غرباء .لكني تشاجرت معه ..ان هذا سخيف ..انك تعملين مع عمي ..ومعه ..لايحق له بالغضب .."
لذت بالصمت ولم أعرف ما أستطيع القول .. أنزلت رأسي وقلت
" هل لازلتما متشاجران ؟"
قالت منى "لا .. لكنه لم يعد يكلمني في الموضوع وهو ما يخيفني ..لا أعرف ما رأيه "
قلت لها " لازال غاضبا ..وخصوصا بعدما حدث اليوم "
سألتني منى " ماذا ؟ ماذا حدث "
أخبرت منى بما حدث ولم تعلق .. لكني لا أعرف لماذا كنت أشعر بغضب شديد .. خرجت إلى حيث يجلس عمي وعمتي وكان عبدالعزيز قد انضم إليهما ,,,قال لي "ما أخبارك .؟"
" بخير .."
كان عمي وعمتي يتناقشان في موضوع جانبي بينما جلس عبدالعزيز بقربي وقال " أخبار عملك الجديد "
"رائع "
"رائع ؟؟ "
" رائع "
أكدت له ذلك بإبتسامة .. فقال "ماذا حدث لكوفي عنان ؟؟"
قلت "بعض الأحلام ..تبقى مجرد أحلام"
ابتسم وقال " أكملي دراستك ..أرجوك .."
قلت بعزم وتأكيد " لا .،...يعجبني عملي "
"لكنه لايعجب فيصل .."
كأنه كان يدرس ردة فعلي فقلت له في لامبالاة مصطنعة " لا يهمني ..فيصل .. مايهمني أن عمي يثق في قدراتي "
قال بسخرية "لكنك في السابعةعشرة !"
لم أرد أن أجيبه ..لكن نطقت عفويا " يحق لي أن أفعل ما أريد "

كعادته ..يعرف متى بالضبط أغضب ومتى يغير الموضوع فقال لي في مرح " ألن تباركي لي ؟؟ لقد خطبت لي صافية إحدى صديقاتها "
free tear
free tear
مشرفة المنتديات العامة
مشرفة المنتديات العامة

عدد الرسائل : 146
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 1 من اصل 4 1, 2, 3, 4  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى